كيف عرفت جابر عصفور؟ حمادي صّمود
|
وصلتني أواسطَ السبعينات من أمريكا رسالة ظننتها في الأول من أحد الطلاب الذين كانوا يأتون إلى معهد بورقيبة للغات الحية في العطلة الصيفية لتلقي تعليم مكثّف في اللغة العربية وآدابها وحضارتها لتسعة أسابيع.
فتحتُها فإذا هي بالعربية في خط جميل وعبارة دافئة متدفّقة تأتي من حنايا الضلوع ومستقرّ الروح، قال فيها صاحبها كثيرا من الكلام الجميل وطلب مني بلطف أن أبعث له بكتاب لي ذكر عنوانه وختم رسالته بعبارات الودّ والإخاء وأمضى فإذا هو جابر أحمد عصفور.
أسعدتني الرسالة وأحزنتني في الآن نفسه، أسعدتني لأنني أدركتُ من صياغتها وموضوعها أنّ صاحبها غير عاديّ وإلا فمن يكلّف نفسَه الاتصالَ من أمريكا بباحث مبتدئ ويطلب منه إطلاعه على ما كتب؟ وأحزنتني لأن الكتاب الذي طلبه ليس من تأليفي وإنما هو من تأليف صديق لي من اختصاصي ودفعتي وإذا أنا في حالِ من أضاع لتوّه ما وجد. أجبتُه عن رسالته ودللتُه على صاحب الكتاب وعنوانه ونسيتُ إن كنتُ بعثتُ إليه بنسخة منه أو لم أبعث كما نسيتُ إن كنتُ أرفقتُ الرسالة بمُستَلَّينِ لمقالينِ صنعتُهما عن مصطلحات النقد الحديث وعن مفهوم الشعر عند العرب وسكتَ وسكتُّ وفي القلب حسرة على أن لم أكن مؤلّف الكتاب الذي طلبَ.
أعادتني هذه الحسرةُ إلى الاسم مقرونا بمقالات كنت قرأتها في بعض المجلات المصرية عن نظرية الفن عند بعض الفلاسفة العرب عدتُ إليها وقد امتلأ الاسم بفعل هذه الرسالة وأصبح معرفة لديّ وإن لم أر صاحبه رؤية العين وإذا بي أجد فيها من الأفكار والمعاني ما لم أظفر به عند القراءة الأولى وهذا من أعاجيب القراءة وأسرارها.
حتى إذا كان يوم من أيام 77 أو 78 وكنا نستعدّ زوجتي وأنا للذهاب إلى منزل أخيها تلبية لدعوة إلى العشاء رنّ جرس الهاتف بشقّتنا المتواضعة بشارع فلسطين وإذا جابر على الخط يعلمني أنه بتونس ولما سألته عن مكان إقامته وأنا في منتهى الفرح طفق يضحك ضحكته التي تنشر البهجة حيثما أطلقها وقال مازحا: (أنا في خليج القردة) وأدركتُ سبب ضحكه وربما ما كان دار بذهنه من وجوه التقريب والتشبيه والتصوير.
خرجنا مسرعين تركتُ زوجتي في بيت أخيها وأعلمته أن معنا ضيفا على العشاء وذهبتُ إليه مسرعا ما استطاعت سيارتي المنهَكة، لم أجد صعوبة في التعرّف عليه واتّجهتُ نحوه كما لو كنتُ أستقبل شخصا أعرفه من سنوات. كان اللقاء دافئا حارا دفء تلك الرسالة وحرارتها وأخذته إلى بيت صهري ولم يتردّد لحظة في مصاحبتي وكان ذلك عندي من علامات الذكاء وانفتاح الفكر والتحرر من أدران عقلية التقوقع والتحرج التي نُشّئت عليها أجيالنا.
وعرفت منه في هذه الزيارة القصيرة شيئين كان لهما فيّ تأثيران متقابلان تأكّدتُ من أن رسالته لم تُوجّه إلى خطأ وأنّ طالبا أمريكيا تابع دروسي في مركز الدراسات العربية بشمال إفريقيا حدّثه عني بشيء من الإطراء فحرّكه ذلك إلى مكاتبتي، وعلمتُ أنه مقيم بالسويد يدرّس في إحدى جامعاتها بعد أن طُرد من الجامعة المصرية بسبب أفكاره كما أطرد عدد من مثقفي مصر في الفترة نفسها للأسباب نفسها. وصادفتُ منهم بعد ذلك في باريس علمين ربطتني بهما صداقة متينة لا تزال قائمة إلى اليوم.
انقطعت أخباره عني بعد هذا اللقاء السريع الجميل وانهمكتُ في إعداد رسالتي الجامعية عن التفكير البلاغي وإذا به كالطود واقف أمامي بفكره هذه المرة لا بجسده في أطروحته عن الصورة في التراث البلاغي والنقدي. ولقد كان هذا الكتاب بداية علاقة فكرية هامة بالنسبة إليّ، وجدتُ فيه ما لم أجد في عشرات المؤلّفات المكتوبة بالعربية والأهم من كل ذلك أنه أخرجني من حالة اليأس والقنوط التي تصيب الباحث عندما يقرأ مئات بل آلاف الصفحات ولا يظفر فيها بفكرة لامعة أو بطريقة في القراءة تكشف المحتجب وراء النصوص وتستدعيها إلى العصر ببراعة الواعي بتفاعل البنى الفكرية المقتنع بأن الظاهر منها تشدّه بنى أخرى عميقة تمسكُ بمنجزات الفكر والثقافة على اختلافها الظاهر وتباينها المعلَن المصطنَع أحيانا.
كنتُ في تلك الفترة أقرأ في المتون الغربية وأبحث فيها عن مسالك الخلاص من هيمنة الاستعراض عندنا وتكديس النصوص دون قدرة على إثارتها لتقول الثاوي في أعماقها ومن التحقيب العقيم المبني على أسس واهية عاجزة عن جعلنا ندرك ما جرى بين حقبة وحقبة وما هي ضروب التحولات التي تفصل بين زمن وزمن. في هذه الأثناء وقعتُ على كتاب الصورة الفنية وأعجبتُ بمنهج صاحبه في تناول المسألة ووضوح الرؤية التي يصدر عنها وقدرته على المسك بجمل الأمور ومعاقدها، أعجبتُ بالكتاب كلّ الإعجاب ورأيتُ أنه في الصورة نموذج يُحتذى ومنوال يمكن النسج عليه ولقد استفدتُ منه استفادة واسعة في إنجاز القسم الثالث من رسالتي المذكورة.
شاءت صدف الحياة أن ألتقي في مطلع الثمانينات بصديق العمر الآخر جمال الدين بن الشيخ في ملتقى عن البلاغة نظّمه قسم الفرنسية بكلية الآداب بفاس برئاسة الأستاذ المعروف جان مولينو، وإثر جلسة عملية صاخبة برئاسة صديقنا العزيز محمد برادة لمسنا فيها عن كثب تسلل الفكر الأصولي المتعصّب إلى الجامعة ووقوفه أمام كل خروج عن الثابت المستقر في القراءة والتأويل، اقترح عليّ جمال الدين بعد الجلسة وقد كان غادر القاعة احتجاجا على الهجوم العنيف الخارج عن كل لياقة الذي استهدف مساهمتي، اقترح عليّ المجيء إلى باريس للتدريس بجامعاتها وقبلتُ العرضَ بلا أدنى تردّد.
في باريس قرأتُ كتابه المهم عن أدب طه حسين المرايا المتجاورة ولم أتمالك من شدة الإعجاب به عن مراسلته والتعبير له عن تقديري لجهده وطرافة مقاربته وحداثتها في رسالة قال لي في مرة من المرات إنه يحتفظ بها فسرّني وملأ نفسي زهوا وفي باريس أيضا وصلتني الدعوة إلى مهرجان حافظ وشوقي بإيعاز منه لا شك في ذلك ولقد كانت أعمال هذا المهرجان فاتحة عهد جديد بالنسبة إلى في علاقتي بمصر ومثقّفيها وبمثقّفي المشرق العربي عامّة، تعرّفتُ بفضل جابر على كبار الأساتذة الذين تملأ كتبهم رفوف مكتباتنا ونحسّ في كل مرة نفتح فيها تلك الكتب بالإجلال والهيبة بعد أن كان حدّثنا عن بعضهم أصدقاؤنا من الطلبة التونسيين الذين درسوا بالجامعة المصرية ودارت أسماء بعضهم على ألسنة أساتذتنا في الجامعة التونسية عندما كانوا يتصدّون لقضايا الأدب العربي تاريخا وأغراضا ونزعاتٍ أو يتصدّون لقضايا اللغة والبلاغة والمعجم وما إلى ذلك من مسائل التكوين العام أو التكوين المختصّ وتوطّدت علاقتي بمن كان منهم في صفّ التحديث والتجديد من أمثال الأساتذة الأجلاء شكري عياد وعبد القادر القط وعز الدين إسماعيل الذي سبق أن عرفته في زيارة مع رفقة من جامعة تونس ففتح في وجوهنا بيته وأكرمنا كل الإكرام وتحمّس للمشروع الذي من أجله سافرنا، وفي هذا المهرجان تعرّفتُ على أغلب المثقفين الذين ساهموا في حركة النقد الجديد وسعوا إلى تغيير وجهة الدراسة الأدبية بطرح القضايا الأساس التي كانت إما لا تُثار أو يُكتفى فيها بالإشارة المُبتَسَرة المحتشِمة.
وبفضل جابر قويت اللحمة بين أبناء هذا الجيل ودبّ فيهم الشعور بأنهم عصبة واحدة تؤرّقهم الهموم نفسها ويسكنهم جميعا طموح عارمٌ إلى التغيير وإخراج الدراسة الأدبية من المآزق التي وقعت فيها وسدّت دونها آفاق خطاب جديد قادر على الزج بأطروحات ثقافتنا في العصر وبفضله أيضا تعرّفتُ على الصفوة من أدباء مصر ومبدعيها ومنهم من تجاوزت شهرته حدود مصر والعالم العربي إلى العالم بأسره ولن أنسى له تمكيني من زيارة أمل دنقل في بيته في آخر مرحلة من مراحل مرضه كما لن أنسى قدرته العجيبة في تلك الزيارة على إلهائه عن ظروفه القاسية وإقناعه بضرورة المشاركة في الأمسية الشعرية التي انعقدت بمناسبة المهرجان وقد فعل.
وفي هذا المهرجان أيضا عرّفني بالروائي الكبير جمال الغيطاني فدعاني بكثير من التلقائية إلى بيته في ضاحية حلوان على ما أذكر، وفيه رأيتُ ما بقي منتقشا في ذاكرتي أحدّث به طلبتي وزملائي رأيتُ كتاب ابن إياس الذي خرجت من رحمه رائعته الزيني بركات مرفوعا على متّك من القضبان فوق المكتب الذي اعتاد عليه وهي رمزية عالية الدلالة وطريقة في إثبات صلة النسب بين الحاضر والماضي. وقد توطّدت علاقتي بجمال الغيطاني عندما دُعي إلى باريس بمناسبة صدور روايته المذكورة مُترجمة إلى الفرنسية ترجمها جان فرنسوا فوركاد برعاية جمال الدين بن الشيخ.
ولم نجتمع اجتماعا شبيها بمهرجان حافظ وشوقي إلا سنة 1988م بالنادي الأدبي الثقافي بجدّة عندما دعانا أخونا الأعز عبدالفتاح أبو مدين رئيس النادي المؤمن إيمانا لا حدّ له بأهمية العمل الثقافي في الرقي الحضاري والنماء الاجتماعي والريع السياسي والذي بفضله تغيّرت صورة السعودية في أذهان كثير من المثقّفين دعانا بشجاعة وإقدام نادرين إلى قراءة جديدة في تراثنا النقدي غير مستنٍ اسما من الأسماء المعروفة ضمن ما يُسمّى بتيار الحداثة كلّفه ذلك ما كلّفه وتأكّدت في هذا اللقاء قدرة جابر على أن يكون حامل لواء هذا التيار المتحدّث باسمه المدافع عن مبادئه فله إضافة إلى فكره الثاقب وألمعيّته واتساع معارفه فصاحة مدهشة وشجاعة في صياغة الموقف وارتجال الردّ لا تتأتّى إلا عن وضوح الرؤية وصلابة المبدأ والخبرة الطويلة والحجة القاطعة، فلم ينس أحد منا ومن الحاضرين ربما ما كان قاله جابر ونحن في منزل الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجة صديق الأدباء وراعيهم في اثنينيته المشهورة وكان ضيف الشرف في تلك الليلة الداعية ديدات.
ومنذ تولّى جابر أمانة المجلس الأعلى للثقافة تتالت اللقاءات العلمية وتكثّفت وانتظمت مواقيتها وتنوّعت مواضيعها وكان كلّ لقاء منها مناسبة يدعو إليها صفوة المختصين في الموضوع المطروح للنقاش والدرس من العرب والأجانب المهتمين في جامعاتهم بالحضارة العربية الإسلامية وآدابها ولغاتها وكانت دعوته للمدعوين التزاما منهم بالمشاركة لمكانة الرجل عندهم ولطرافة المواضيع المختارة وقدرتها على استنفار الدارسين وإثارة رغبة الكتابة فيهم. ولا بد هنا من تسجيل ملاحظتين تنيران جوانب من شخصية هذا الرجل العلمية أولاهما فتح الباب عريضا أمام مثقّفي المغرب العربي اقتناعا منه بأن ظروفا تاريخية أهّلت هذه المنطقة للأخذ بأسباب العلم الحادث في الآداب والعلوم الإنسانية مما سمح بظهور كتابات عند بعض مثقّفيها تواكب آخر ما استحدث من نظريات ومناهج في اللسانيات والفلسفة والنقد وتاريخ الأدب والتاريخ وما إليها، ولذلك وجبت الاستفادة من هذه الخبرات ومن منجَزها المعرفي الذي لا يمكن إلا أن يعود بالنفع على الثقافة العربية بعيدا عن كل حسابات ضيقة وأعرف كل المعرفة أنّ اختياره المذكور لم يكن ينال رضا كل المثقفين حوله خاصة من أولئك الذين لم تتخلّص المعرفة عندهم من شوائبها النفسية والتاريخية.
لهذا السبب كنتُ حريصا في كل لقاء شاركتُ فيه على بذل أقصى الجهد حتى تكون مقالتي جديدة تخدم التصورات التي يسعى جيلنا إلى بنائها وتقريب جمهور المتعلمين والقرّاء منها سدا للطريق أمام المناوئين الذين لا همّ لهم إلا تعقّب ما يعتبرونه أخطاء الناجحين المبرّزين الذين نالوا ما نالوا بعلمهم وذكائهم وإيمانهم العميق بأن الثقافة العربية واحدة وأنّ قدرتها على مواكبة العصر ومواجهة التحديات المفروضة عليها أو عدم قدرتها على ذلك يهمّنا جميعا وبالدرجة نفسها وسيحتفظ التاريخ الثقافي لهذه لجابر بهذه المأثرة وستقول عنه الأجيال المقبلة إنه في طبيعة من عملوا على تكسير الحدود القائمة في العيان والأذهان بين المشرق والمغرب وإنه رأس من آمنوا أن الثقافة العربية الحديثة لا تقوم على هامش ومركز وإنما هي دول تتحكم فيها ظروف وأحداث وكلّ هذا ليس بمانع عن حب الأوطان والعمل على إعلاء سمعة البلد الذي إليه ننتمي وإحلاله من العقد محلّ الواسطة.
وثانيهما إيمانه بضرورة توسيع دائرة المختصين وإعطاء الفرصة للأجيال الموالية لإبراز ما هي قادرة عليه، يصل إلى ذلك بقراءاته الواسعة وفراسته ومشورة الخلّص من أصدقائه. أذكر أنه في زيارة إلى كلية الآداب بجامعة منوبة وقد كان الزملاء والطلبة يتلهّفون للقائه والاستماع إليه كان شديد الانتباه إلى الشبّان من الأساتذة أو من الطلبة ثم إنه حمل معه إلى النزل ما أهدِي إليه من مؤلفات ومطبوعات وما إن أتمّ قراءة نصين لأستاذة في قسمنا حتى طلب مني الحضور وإذا في وجهه بريق الأستاذ البارع القادر على اقتناص الوعد والإمكان في المنجَز المنتهي حدّثتُه عن كفاءتها ومواهبها وجدّيتها في البحث فدعاها إلى مصر في أول فرصة سنحت بمناسبة الحلقة الأولى حول قضايا الترجمة وهي لقاءات متصلة بذلك المشروع العظيم المشروع القومي للترجمة وحرص كل الحرص على الحضور في القاعة التي ألقت فيها مشاركتها وكانت ورقتها غير عادية والحق يقال وعند انتهاء الجلسة قال لها ونحن عند باب الخروج، إعجابا بها وشكرا لها على ما أتت، بلهجة مصرية (طوّلتِ رقبتي) وفي العبارة ما فيها.
كيف يتسنّى الحديثُ عن هذا الرجل حديثا شافيا في مثل هذه المقامات فمؤلّفاته كثيرة ونرجو من الله أن يمدّه بالصحة وطول العمر لتصبح أكثر ومساهماته في المجلات والجرائد منتظمة متواترة ونشاطه في جمع المبدعين والمثقّفين من العرب ومن غير العرب على مواضيع مهمة وتهيئة الظروف لهم لطرح الأسئلة المحيّرة يتطلّب من الجهد ما تنوء به أكبر المؤسسات وهو عازم العزم كله على مواصلة ذلك إيمانا منه بضرورة هذا العمل القاعدي الضروري في تقريب الشقة بين الشعوب، ليس بالهيّن الحديثُ عن رجل يجمع بين الفكر والعمل بين المؤلفات الأكاديمية الراقية والكتابات الفكرية الملتزمة التي تحاول بحرارة الإيمان وقوة الحجة والبرهان الوقوف في وجه الظلامية وكل محاولات الارتداد عن الفكر التنويري الذي حاولت أجيال من المثقفين المستنيرين زرعه في ربوعنا وذاقوا في سبيله ما ذاقوا من ألوان الإقصاء والنبذ والتكفير.
لهذا الحديث مقامات غير هذا المقام وإنما اقتصرتُ على بداية الطريق وأردتُ أن أتحدّث عن الغنم الذي حصل لي من معرفتي بهذا الرجل وهو عندي زين جيلنا والعمدة الأساس في حركة التحديث التي بدأت ريحها تهبّ على ربوعنا نهايةَ الستينات وبدايةَ السبعينات.
ومغنمي الأكبر هو دخول علاقتنا حوزات تقع وراء الألقاب والمقامات والرسميات بل وراء الفكر والمعرفة، حوزات تردّنا إلى أنفسنا وإلى عنفوان الطبيعي فينا فيستيقظ الطفل الساكن في أعماق كل واحد منا فنلهو مثلما يلهو مثلما يضحك ونضحك كما يضحك ونواجه العالم بما بقي فينا من براءة وتلقائية وحسّ مرهَف حدّ البكاء.
............................................ تونس
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|