أَبَى يأْبَى امْتَنَع يمتنعُ، يَأْبَى يَرْفُضُ، وَأبى يترك الشماع والعملَ عمدا، وجاء في الصَّحيح:
(إلا من أبى....) (من حديث) امتنع عن قبول الحق فهو يُصِرُ على الخطيئة عناداً أو استكباراً أو غروراً أو تأويلاً للشرع بباطل فهم ليقع في: الإثم، وجاء في (الحكمة): تأبى النَّفسُ الرَّدَ على ذي غرور.
وورد كذلك: (نَفْسي أَبِيَةٌ عن مُجاراة مُتسيد).
وجاء كذلك وأظن هذا من قول جيد قدِيم: (أبت نفسي الضيم)، ويرد من باب التضاد المعنوي مثل (أبى إلاَّ المجي) يُريدُ المتكلم بذلك أَصَرَّ على خلاف: امتنع.
وقلت قديماً :
(وأبيتُ إلا قدحَ من آذاني
في مئة بيت خفيفة حتى تسير بين الناس. وهذا مثل ذلك تماماً حذو القذة بالقذة على رصف ووصف ونسق مُتلازمة، وفي (مجمع الأمثال) للميداني، وفي مثله عند أبي علي القالي في: الآمالي) قد ورد هذا وذاك على وتيرة ووتيرة.
وورد من لهجات متفرقة مثل:
1 - (ها هو قد أبا ياجي) المغرب.
2 - (قد قلتُ له فأبا ياجي معاي) اليمن.
3 - (هيه لا تأبي هاي أتركنَّه) السُّرات.
4 - (أيش أبيت) عن ماذا امتنعت. جيزان.
والأخيرة لغة عالية إندثرت إلا قليلاً، وهناك من يكتبها: أبا وأبى. وإنما هذا وذاك يعودان لأصل الكلمة، يُقال أبت الدَّابةُ الطَّعامَ، وأبت الدَّابةُ الشراب امتنعت لعلةٍ ما.
وتقول الَّعربُ: يأبون النزال يمتنعون ويرفضون ويرفضونه، والمبطن من هذا يخافونه أو يتركونه نزولاً لحكم العقل والابتعاد عن الشَّر.
يقول حاتم طي: (دعْ الشَّر ما تركك).
وورد: (لا تطلب الشَّرَ ما جفاكَ).
وجاء أيضاً : (أَبَتْ النفوسُ الكبيرة إلا السَّمت) وهذه سمة عاقلة عند اشتداد أوار الرويبضة.
ومجمل القول إن هذه الكلمة وردت سماعاً في الآثار الصَّحيحة والحكمة والشِّعر، ويختلف المعنى لكنه اختلاف ليس بكبير وذلك بحسب الناطق بها ما بين لهجة ولهجة أُخرى.
وإنَّما إيراد هذا.. بعضه لا كله.. لبيان بعض مُراد تلك الكلمة وإلا فإنَّ بعض اللهجات ليست بذاك فقد جاء عند بعض أهل سهول تهامة الجنوبية الغربية نحو:
1 - (ها.. باه)، أي (أنَّه قد تركه).
2 - و(ههي أبته) (هي تركته).
فإنَّ القوم هناك لا يأتون بالألف بين (الهاء) الأولى والثَّانية وقرنهما لهجة سارية لديهم (هَاْ هِيُ...)، والأولى يقلبون (الواو) ألفاً (ها) وإنما أراد بعضم (هو.. أباه) تركه، أو: امتنع من أخذه.
ثم إنَّ بعضهم يحذف الألف المهموزة ألف القطع: (أباه) وينطقُها مُجرد (باه) هكذا.
وليس أجمل من نطقهم بها إذا تكلموا على السَّجية ففِي ذلك ملاحة وظرافة.
بريد الخميس
صلاح بن عبدالحق مرداد الجلواح - الكويت حولي)
تعمدت في أكثر من جزءٍ عدم الإجابة على البريد في أكثر من حلقة لأنني أُصنفها فبعضها أتركه البتة حتى تتم الإجابة في (المعجم) في جزء خاص فآمل من الكافة التنبه لهذا.
أما المقارنة بين: الاجتهاد المطلق والاجتهاد المقيد فلا ترد هنا المقارنة لأن المجتهد المطلق هو الموهوب أصلاً الذي لا يتقيد بمذهب معين وهو الصواب، وأمَّا القيد فهو المجتهد المقيد داخل (..مذهبه..) فيجتهد في مسائل دون أخرى.
أحمد بن إبراهيم العيدروس بشمان - جدة
هذا ثاني خطاب منك ترقب الإجابة برسالة خاصة.
آدم م.أ. الهوساوي - جدة
هوسا أو لهوسا قبيلة كبيرة في (نيجيريا).
عبدالله أ. ع.ع، محمد م.ع، عبدالعزيز أ. - الرياض، جامعة الملك سعود
أقدر لكم رسالتكم، شكراً كثيراً.
فيصل ع.م. - بريدة، العزيزية
لا أفضل الرد عليه لكن في (المعجم) سوف تراه مفصلاً.
أنس بن هادي عديلي هزازي - جيزان
تصلك (إجابة خاصة).
- الرياض