تتفاجأ أحياناً بموقف ما في حياتك، بحيث لا تتوقع حدوثه إطلاقاً، كأن تتواصل مع شخص عزيز عليك، وتجده ثقة وتستشيره في موضوع معين، وتأخذ رأيه وتستنير من مرئياته فيه، وتتأمل أن تستزيد من خبرته وثقافته في هذا الموضوع من خلال نقاش بحثي وعلمي، وتضع أمامه كل الآليات والإستراتيجية التي سوف تعمل من خلالها في هذا المشروع، إن صح أن نسميه مشروعاً، وتفاجأ بعد فترة وجيزة من الزمن أن هذا المشروع يظهر على الساحة ويرى النور، وكما خططت له، لكن ليس باسمك وإنما باسم من استشرته ووثقت فيه.
كم من الصدمة تتعرض لها؟ وما هي ردة الفعل المتوقعة أن تصدر منك؟ كيف هذا السلوك يصدر من إنسان أنت وثقت به وفيه على حدٍ سواء..؟
أليس ذلك ضرباً من ضروب الخيانة والزنا؟ زنا الأمانة، فالزنا يحق لي أن أعطيه ضروباً وأنواعاً منها : زنا الأمانة، والسرقة، وزنا الأدب، وزنا كل ما يتعلق بالفكر والثقافة والعمق المعرفي.. الحق يقال إن الثقة باتت اليوم معدومة، فلا تجد أحداً تثق به في الوقت الذي نحن بحاجة إلى بعضنا البعض.. الإنسان بطبيعته مركب من نوازع حسنة وأخرى سيئة فمتى ما غلبت إحداهما على الأخرى صار في قمة الأخلاق أو في قمة الانحطاط الأخلاقي والرذيلة.. ولا فرق هنا بين متعلم وجاهل، رجل كان أم امرأة فالجميع في حالة تساوٍ. فالثقة سلوك أخلاقي يتطلب غرس النزعة والوازع الديني والفطري فيه، وبخلافه تنعدم وينعدم استقرار المجتمع الذي يبنى على الثقة وحسن الظن، وبهما تكون ويكون الوئام خير حياة.. وخلاصة كان الموضوع الذي أشرت إليه أعلاه مشروع كتاب يتناول مشكلة معينة قد عرضته على من وثقت به، وقد استغل ثقتي وسرق الفكرة وإن تلاعب بالمضمون وكيفية الطرح بما يتوافق وتوجهاته ولكن تبقى السمة والآلية هي ما خططت لها، عموماً قد نجح في ترويجه للكتاب بعد نشره وتوزيعه.!
وتبقى السرقات الأدبية والفكرية من ضمن المشكلات المنتشرة بين الطبقة المثقفة وذات الصبغة الأدبية والدينية للأسف.
الأحساء
Albatran151@hotmail.com