لا ينفرد الرئيس الدكتاتور لوحدة في ممارسة الدكتاتورية على أفراد شعبه ووطنه بل يشاركه في الدكتاتورية مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى الحزب الذي يرعاه وينتمي إليه الرئيس, فالرئيس العربي يفرخ دكتاتوريين في حزبه وفيما بعد يقوم الحزب بممارسة نفس النمط والأسلوب الذي يقوم به رئيس الدولة بتفريخ اعمال دكتاتورية إلى أن تنتقل ثقافة الدكتاتورية من دائرة الرئيس إلى الحزب ومن ثم إلى دوائر حكومية عدة إلى أن تصل إلى الشارع. وما هذا الغضب العارم والثورات في بعض الجمهوريات العربية إلا بسبب هذه الممارسات الخاطئة من دكتاتورية الحزب الحاكم ورئيسه.فعندما ينتمي رؤساء الجمهوريات العربية إلى الحزب واعضاءه بدلاً من انتمائهم إلى الوطن والشعب بكافة أطيافة السياسية والاجتماعية يعتبر ازنلاق في مستنقع خطير, وحينها يمارس الرئيس وحزبه سياسة تهميش الأحزاب والإقصاء السياسي والثقافي, وإبعاد الآخرين من المناصب الحكومية.
فدكتاتورية الحزب الحاكم في الجمهوريات العربية تقوم بممارسات خاطئة وخطيره يجهلها الكثير من الناس إلا لمن عاش في دولة عربية نظامها جمهوري, ومن هذه الأعمال الدكتاتورية التي يقوم بها الدكتاتور الجمهوري وحزبه على سبيل المثال، توظيف الاشخاص الذين ينتمون إلى حزبه في الدوائر الحكومية من رؤساء الجامعات ومدراء المستشفيات...إلخ، ودائماً الهبات والهدايا من توزيع الوظائف وقطع الأراضي تكون من نصيب من ينتمي إلى حزب الرئيس ونجد هؤلاء أغنياء يملكون أفخر البيوت والسيارات بل تجار في آن واحد وتتوسع تجارتهم داخل البلد وخارجه - خلاف الأحزاب الأخرى نجد الاشخاص الذين ينتمون إليها الأكثر تواضعا في المأكل والملبس ونجدهم لا يجدون أجور مساكنهم إلا بشق الأنفس وأن كانوا الأوفر علماً وثقافة ونجد الجاهل المنتمي إلى حزب الرئيس هو الأوفر حظاً في الحصول على أفضل الوظائف والسكن. فمن لا يملك بطاقة الانتماء الى حزب الرئيس الدكتاتوري يكد ويتعب ولا يحصل على وظيفة محترمه ولو كان يملك مؤهلات علمية ولهذا السبب يضطر البعض من الناس للانتماء إلى حزب رئيس الجمهورية وهذا الانتماء الحزبي ليس حباً للحزب أو لفخامة رئيس الجمهورية بل لسد احتياجاته واحتياجات أسرته، وهنا تكمن دكتاتورية الحزب ورئيسه الدكتاتور الذي يحكم حزب ومجموعة ويضع نفسه وحزبه في زاوية ضيقة متناسياً هموم، وتطلعات أفرد شعبه وهنا يكون الرئيس العربي رئيساً لحزبه وأعضائه ولم يطمح ويسعى بأن يكون رئيساً لكل الوطن والشعب.