المؤلف: عبدالسلام أقلمون
الناشر: بيروت: دار الجديد، 2010
الصفحات: 344 صفحة من القطع العادي
يقدم الكتاب دراسة نقدية لعدد من النصوص الروائية، وما قدمته للحاضر من قيمة عبر استدعاء تاريخي لأحداثها.
من مقدمة الكتاب: «.. الرواية عندما ترجع إلى التاريخ فإنها تلتقط منه هذه العبرة؛ لتعيد إنتاجها بشكل آخر ربما يلفت النظر إليها أكثر من الأول، وكذا لأنه نوع من التشبيه الحدسي يسمح بالإلماح إلى المقصود دون ذكره صراحةً فيما يشبه عملية لتهريب الكلام وتسريب الهجاء من الماضي إلى الحاضر. وبطبيعة الحال، لا يمكن اعتبار ما تنجزه الرواية أسلوباً سامًّا للنيل من الحاضر بقدْر ما هو انسجام طبيعي مع وظيفة الأدب الحقيقية، متمثّلةً ليس فقط في تطهير الأفراد عبر ترقية مشاعرهم مثلما ينصّ أرسطو في شِعريّته، بل تطهير المجتمعات وتبصيرها بمنزلقات خطيرة جعلت مجتمعات سابقة تهوي فيما أسبابها القائمة في كل واقع تقود إلى النتائج نفسها، أي إلى الهوى والتردّي. ولمّا كانت الحكايات التي تستقطبها الرواية التاريخية سبق للتاريخ أن قدّمها، وسبق للمناصات التاريخية أن سطّرت أهمية الاعتبار بنتائجها، فإن معاودتها تفيد بأن التكرار مقصود بذاته؛ لأنّه ينجز دوراً واصلاً بين الزمنين، الماضي والحاضر. وحتى من الناحية البلاغية، فالتكرار الموضوعي يفيد التأكيد الوظيفي من قبيل ترسيخ المعنى أكثر.