على نصل الصبابة أستريحُ
بصمتٍ في معاناتي أصيحُ
يقارعني بجوف القلب نبضٌ
يكادُ يدكّ صدري إذ يبوحُ
ألثّمُ شهقتي بخمار صبرٍ
وشهقة لهفتي مهرٌ جموحُ
كأني بالرياح تريد رأسي
وتحصدُ حكمتي إذ ما تلوحُ
تطاردني شياطين الأماني
ويأسي في معاركه جريحُ
كأني إذ حملتُ السيف وحدي
حكمتُ بأنني، وحدي، الذبيحُ
كأني -ماكثًا في أرض غيري
غريبٌ ملّ مشهدهُ النزوحُ
يراقبني الظلام بطرف عينٍ
ويفضحُ خفيتي لهبٌ يلوحُ
فلا أدري، أكنتُ قتيل نفسي؟
إذ اعتمل التوثب والطموحُ
أم الأقدار تحملني لأمرٍ
وفي الأقدار يستتر الوضوحُ؟
سباقٌ في دمي وضجيجُ خيلٍ
وأسراب اليمام به تنوحُ
على قمم الخيال زرعتُ وردي
تعطَّرُ من نسائمه السفوحُ
بذلتُ لما أراد الخير جهدي
وضمّ توجّعي الأفق الفسيحُ
شربت النارَ مبتسمًا ودودًا
وكان لها بأوردتي فحيحُ
دموعي كالغمام تفيضُ حبًا
وغيمُ الناس منتثرٌ شحيحُ
صرختُ بهذه الدنيا: اصيخي
لصوتٍ ليس يلجمهُ طموحُ
سريتُ بليلها ومشيت ظهرًا
كلامي طاهرٌ، حرٌّ، فصيحُ
أفاخرُ بالتذللِ، لا التعالي
وأني إذ أُشيع الموتُ روحُ