الثقافية - عطية الخبراني
اعتبر أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية سابقاً الدكتور علي بن سليمان الصوينع أن موسوعة الوكيبيديا أكبر موسوعة إلكترونية يمكن الرجوع إليها في الإجابة على الأسئلة المرجعية السريعة في أي مكان وزمان، وهي أداة معرفية مهمة في التعلم والثقافة، ولا سيما في الموضوعات العلمية والحيادية. أما فيما يتعلّق بالحضارة العربية والإسلامية - فيرى الصوينع- أننا في أمس الحاجة إلى إنشاء موسوعة كبرى أو ذخيرة معرفية عربية تضاهي الوكيبيديا.
جاء ذلك في حديث للصوينع عن الموسوعة العالمية «ويكيبيديا» والتي تعاني هذه الأيام من عجر مالي أجبر مؤسسها جيمي ويلز على كتابة إعلان لكل الداخلين والمستفيدين من هذه الموسوعة يدعوهم فيه إلى ضرورة أن تتظاهر الجهود لحفظ هذه الموسوعة من الضياع والتعاون من أجل المحافظة على استمراريتها، حيث قال الصوينع: تعد موسوعة الوكيبيديا أضخم موسوعة عامة منشورة على الإطلاق، وقد أسس هذه الموسوعة جيمي ويلز مطلع عام 2001م وتديرها منظمة غير ربحية تعتمد على ما تحصل عليه من أجل تغطية تشغيل حواسيب الخوادم، وتهدف كما يقول مؤسسها إلى إيجاد موسوعة حرة ودقيقة ومتكاملة ومحايدة بحيث تكتب المقالات تعاونياً بواسطة متطوعين يبلغ عددهم (80.000) محرر من جميع أنحاء العالم، وتنشر الموسوعة في حوالي 250 لغة تغطي مواد الموسوعة التي تبلغ 18 مليون مقالة منها (162000) مقالة باللغة العربية، كما يرتاد الوكيبيديا أكثر من 400 مليون زائر شهرياً، وتستهدف الوصول إلى مليار زائر شهرياً عام 2015م، كما تغطي الموسوعة كافة فروع المعرفة البشرية المصنفة تحت موضوعات عامة تشمل الأديان والإعلام والجغرافيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية والتقنية والعلوم.
ويضيف الصوينع: ويعود نجاح موسوعة الوكيبيديا وانتشارها الواسع إلى عوامل كثيرة منها كثرة موضوعاتها وكثرة المشاركين في تحريرها بطريقة تفاعلية، بالإضافة إلى سهولة الوصول إليها مجاناً حتى عبر الهاتف الجوال.
وحول أبرز عيوب الويكيبيديا يقول الصوينع: ومن أبرز عيوبها إمكانية تعديل المقالات من قبل القراء، مما أدى إلى تشكيك النقاد في مصداقيتها وموثوقيتها، ولعل أخطر عيوبها إمكانية تعرض محتوياتها الأساسية للتحريف والتعديل من جهات سلطوية رسمية وشركات متعددة، ولا سيما في الموضوعات الخلافية والقضايا الشائكة في السياسة والاقتصاد والديانات، وبالذات قضايا العرب والإسلام وفلسطين، فالموسوعة تمثّل الثقافة الغربية، كما أن إدارة الموسوعة ذاتها تقرّ بأنها لا توفر ضمانات عن صلاحية أو مصداقية المعلومات التي تعبّر عن آراء الكتاب والمحررين المشاركين، ومحتويات الموسوعة تمثّل رؤى وأطياف ثقافية متباينة، ولهذا ينبغي التحقق من صحة معلوماتها ومصادرها وقد وفرت الموسوعة خاصية تقييم المقالات من حيث الموثوقية والتكامل، كما أن خاصية التفاعل يجعل الموسوعة أشبة بمدونة أو منتدى للحوار وعرض وجهات النظر المتعارضة مما يفقد الموسوعة أحياناً الرصانة العلمية والمنهجية.