ألا ترى كيف يسكنهم الخوف؟
وجوههم صحارٍ جافة بعثرت الريح ملامحها
لم يعد لهم أفواه ليصرخوا, ألسنتهم ذبلت وماتت على شعيراتها
آخر صيحات الاستغاثة
مقبض الباب
لماذا تحزم حقيبتك في هذا الوقت؟
طرحت سؤالها عليه وهي تقف عند الباب ممسكة مقبضه بشدة
وكأنها تخشى أن ينطبق عليها فتظل حبيسة
سجنه وإلى الأبد
المرآة
كلما وقف أمام المرآة هاله ذلك المنظر
الذي يشظي وجهه نصفين
شقا يقهقه بصوتٍ عالٍ
والآخر يستل نصف ابتسامة تفوح منها رائحة عفنة استوطنت فمه
تلك الصخرة
عندها دفن أبي وفوقها أُريق دم أخي
وتحتها قبرت ذكريات نهايتي
وبقي وجه أمي وكفي أختي
الوجه أخذ شكل الصخرة
والكفين جسدا يحملها
ذراعا مبتور
تحلم دائما أنها تتوسد ذراعا مبتور
وفي كل مرة ترى فيها ذلك الحلم تجزع إلى صورته
المعلقة على الحائط تحسس أجزائها المقطوعة