الثقافية - خلود العيدان
لم يعد العمل التطوعي في المملكة محصوراً بالأعمال ذات الطابع الخيري فحسب إنما امتد واتسع ليشمل الجوانب الثقافية أيضاً؛ مجموعة نشطة لفتت الأنظار بحضورها وجهودها وتميزها، بدأت حكايتها عند استقبال أعضاء اللجنة الشبابية التابعة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لوفد شبابي ياباني ضمن برامج استقبال الوفود الأجنبية الشبابية في المملكة، وبسحر لقاء غني جمع النبض الشبابي السعودي بالياباني وبفكرة فاعلة طرحها ماهر العتيبي أحد شباب اللجنة أصبحت (ساكورا المملكة) واقعاً يعيشه 1900 عضو من الجنسين الآن، مجتهدين بمد جسور التواصل بين السعودية واليابان وآخذين على عاتقهم نشر ثقافة لفتت أنظارهم فمنحوها الوقت والجهد والإعجاب، وهكذا بدأ العتيبي باحثاً عن المهتمين باليابان وبالفعل حدد موعداً للاجتماع وكانت تلك هي الخطوة التي تلتها خطى عديدة ومميزة.
لساكورا المملكة العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية - التي تقيمها بمجهودها وبدعم خالص من أعضائها من المتطوعين والمتطوعات- من محاضرات ودورات تدريبية وورش عمل ومناقشات ثقافية لمؤلفات يابانية مشهورة ومشاركات في المنتديات والمؤتمرات إضافة إلى نشاطها الملحوظ على موقعها الإلكتروني http://www.sakura-almamlakh.com/arabic/ والذي بدأ نشاطه في 2009م ووصل عدد زواره الآن لمئتين ألف زائر يقدم من خلاله العديد من الخدمات كالدروس المجانية لتعلم اللغة اليابانية ودروس تعلم فن الأورغامي الياباني، كما أن لدى المجموعة قناتها الخاصة على اليوتيوب www.youtube.com/user/sakuraalmamlakh، وصفحاتها على الشبكات الاجتماعية فيسبوك وتويتر.
كان أحد أهم أهداف المجموعة هو الترجمة من العربية لليابانية والعكس بالتعاون مع المستعربين اليابانيين، فأغلب الأعضاء الفاعلين يتحدث اليابانية أو لا يزال يتعلمها ولكن حسب ما أوضح رئيس لجنة التخطيط والتنسيق والمتابعة حسن الراشدي لـ(الثقافية) أن الفكرة توقفت لأن خمسة من أهم أعضاء المجموعة في هذا المجال ابتعثوا للدراسة في الخارج. وفصل الراشدي آلية المجموعة وأقسامها كلجنة العلاقات العامة، اللجنة الإعلامية، لجنة التدريب والتطوير، لجنة التخطيط والتنسيق والمتابعة، واللجنة الفنية التي يتركز عملها على تصميم منتجات المجموعة مثل الأورغامي، الشعارت، الأزياء والقبعات وغيرها والتي يعود ريعها لصندوق المجموعة ولمن شارك في تنفيذ المنتجات كما تهتم اللجنة ذاتها بأعمال التصوير والإخراج الفني لمشاريع وفعاليات المجموعة، وأخيراً للجنة الثقافية والتي تقوم بإجراء الدراسات والبحوث عن تاريخ اليابان وثقافته وحضارته وكتابة المقالات والتحرير الكامل لمجلة المجموعة بالإضافة إلى ترتيب اللقاءات الفكرية والإستضافات للشخصيات الثقافية في المجتمع وعقد مجالس علمية، وشدد الراشدي على شكره لوكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان لوقوفه الدائم مع المجموعة ونشاطاتها. وعن القادم لساكورا المملكة أوضح أن المجموعة تطمح لتنفيذ مشروع الحدائق اليابانية في الرياض حيث تضم أشجار الساكورا (الكرز) وبعض النباتات اليابانية، كما أن المجموعة بصدد التحضير لبرنامج ثقافي تقوم فيه باستضافة كبار الفنانين التشكيليين اليابانيين لإقامة معرض متكامل عن الفنون التشكيلية، أمثال السيد شيغيجي أونو المحترف في صناعة فن اليبوبو (أحد الفنون اليابانية القديمة) والذي أبدى رغبته في تقديم ورشة عمل متخصصة بالإضافة إلى محاضرة سيقوم بإلقائها لتوضيح أسرار هذا الفن المتوارث منذ مئتي سنة على أن تقوم ابنته بتقديم نفس الورشة والمحاضرة للنساء، وأشار الراشدي إلى أن لوحات السيد شيغيجي تعتبر من التحف الفنية الفاخرة على مستوى العالم أيضاً. ومن الجدير ذكره أن للمجموعة مستشارين مميزين أمثال البروفيسور مسعود ضاهر الأكاديمي والباحث اللبناني الذي منحه إمبراطور اليابان الوسام الذهبي للثقافة اليابانية من مرتبة (الشمس المشرقة) بنيسان 2010م، والأستاذ محمد عبدالكريم سايتو صحفي ياباني في صحيفة بيريتا اليابانية وباحث في معهد الدراسات الإسلامية في جامعة تاكوشوكوي طوكيو.