في هذه الفترة السياسية الهامة من تاريخ الخليج العربي يلجأ الباحث عن المعرفة إلى ما لديه من كتب ومدونات عن هذه البقعة من العالم وكتاب القوى السياسية على ضفاف الخليج ودورها في تشكيل الأحداث في منطقة الخليج لمؤلفه الدكتور يوسف جعفر سعادة هذا الكتاب يبرز تطور الأحداث السياسية والاجتماعية في العصور القديمة حول هذا الممر المائي الذي شهد الكثير من الصراعات.
الكتاب يقع في ثلاثمائة وأربعة وسبعين صفحة من الحجم المتوسط وقد قسم إلى أربعة أبواب في أربعة عشر فصلاً تضمنت أهم الممالك والدول التي برزت في المنطقة والمدن التي جاء ذكرها عند المؤرخين العرب ومدن وقرى ذكرها مؤرخون ورحالة عرب كما تناول الكتاب في فصله الثاني القبائل العربية وأثرها في حماية المنطقة، ثم انتقل إلى الهجرات الداخلية والخارجية للأفراد والقبائل وأثرها في الوضع السكاني وتركيبته وعوامل تلك الهجرات والتحركات وفي الفصل الرابع من الباب الأول تناول أحوال المدن والأقاليم والسكان، كما جاء في كتب الرحالة والمستشرقين وفي الباب الثاني تعرض الكاتب للتطورات السياسية والاجتماعية في العصور الوسطى وفي العالم الإسلامي ومن أهم محاور هذا الباب أدوات الاتصال بين دول الخليج عامة وخاصة هجر والدولة الإسلامية في أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم. وفي العصر الراشدي وفي العصرين الأموي والعباسي.
كما تناول هذا الجزء بعض الهزات التي تعرض لها الحكم الأموي والعباسي في هذه المنطقة. واشتمل الفصل السابع على أحوال العالم الإسلامي فيما بين القرنين السابع والسادس عشر. وفي الفصل الثامن تناول عصر استقلال وتأسيس الدول والإمارات المستقلة بها مثل إمبراطورية القرامطة والدولة الأخيضرية ودولة الخوارج.
الباب الثالث خصصه الكاتب للعلاقات الدولية ونشأة اتصال الأحساء مع العالم ومنها علاقاتها بالعصور الوسطى التي تم فيها إنشاء إمارات مستقلة بنو ثعلب - بنوعيون - بنو عصفور - بنو جبر - ثم عرج بعد ذلك في فصول هذا الباب إلى علاقات الخليج في العصور الحديثة وخص بالذكر دولة آل سعود وكذلك إمارة بني خالد وعلاقاتهما الإقليمية والدولية والأحوال السياسية في هجر ومظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ثم علاقاتهم مع الكيانات والإمارات المجاورة وعلاقاتهم الدولية مع الدولة العثمانية ومع الوالي محمد علي باشا ومع القوى الأوروبية المتنافسة في الخليج والجزيرة العربية ومع البحرين.
وقد خصص الباب الرابع للنشاط الاقتصادي وأثره في ازدهار المنطقة متناولا تطور الوضع التجاري والصناعي والزراعي وأثره في حياة السكان. وقد اختتم الكتاب في فصله الثالث عشر من الباب الرابع عن الأحساء في القرن العشرين المزدهرة المتطورة.
الكتاب في مجمله يؤرخ لفترة مهمة في تلك المنطقة التي كان لها دورها السياسي والاقتصادي على مر التاريخ والتي جعلتها محط أنظار العالم إلى اليوم والكتاب غني بالمحتوى والمعلومات عن منطقة الخليج وشريانها الهام الذي يربط الشرق بالغرب الذي يطمع فيه كل طامع.
ومر مع المؤلف معلومات عن اسم الكويت القديم القرين وهذا الاسم موجود تحمله إلى الآن قرية حساوية تنتج الرز الأحمر الجيد، ثم قد أورد المؤلف عن ياقوت الحموي في معجم البلدان أسماء مدن نعرفها مثل البحرين واليمامة وقطر إحدى المدن التابعة لها، وأن قطر ولد فيها قطري بن الفجاءة، وفي القرن 19م حكمها آل مسلم، وأن هناك قرى في هجر كثيرة مثل: المشقر ودارين والستار والظهران وعنيزة والجرهاء، وكلها تتبع هجر الواسعة، وقد شهدت فيما مضى حروبا طاحنة.
الرياض