تأليف: جون ليشته، ترجمة: فاتن البستاني
بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2009
يشمل الكتاب سيرة خمسين مفكراً أساسياً معاصراً، يشكلون أهم الشخصيات التي أثّرت في الفكر الإنساني ما بعد الحرب، انطلاقا من البنيوية، والسينمائية، وما بعد الماركسية، وسجلات التاريخ أو الحوليات وصولا إلى الحداثة وما بعد الحداثة. وهو بما يقدمه من سِيَر ومعلومات عن المصادر، يوفّر مرجعاً لفهم التاريخ الفكري في الخمسين سنة الأخيرة. يشمل الكتاب فصولاً عن باختين وفرويد وبورديو وتشومسكي ودريدا ولاكان وكريستيفا وسوسور وإيرايغاراي وكافكا من بين آخرين.
ويتناول بالبحث شخصيات أدبية غيّرت طريقة النظر إلى اللغة، هذا بالإضافة إلى فلاسفة ومنظرين في علم الاجتماع والتاريخ ومتخصصين في اللسانيات والشؤون النسوية.
يقول ليشته: مهمتي كانت أسهل وأصعب من مهمة دايان كولنسون في الوقت نفسه، فبينما لم أكن مضطراً لمعالجة تأريخ الفلسفة الغربية بأكمله عند كتابتي هذه المقدمات عن كل مفكر، كنت مجبراً على اختيار خمسين مفكرا معاصراً. وعلى رغم أنه يمكن للمرء بالطبع الجدال حول من ينبغي أن يعد من أساطين الفلسفة، لكن مما لا شك فيه توافر بعض المعايير والمبادئ الأساسية التي أصبحت مؤثرة بشكل غير عادي، إذ تجد الناس يتحدثون بلسان أفلاطون أو هوبز أو سارتر من دون أن يدروا. كانت مهمة كولنسون توضيح أشكال فكرية تأسست فينا أصلاً وكوّنت تفكيرنا، في حين أن مهمتي، على العكس، كانت انتقاء العناصر الرئيسة من أعمال مفكرين لا يزال بعضهم غير معروف بشكل واسع، لكنه في طريقه إلى الشهرة. معظم الناس سمع بأفلاطون على الأقل، لكن من منهم سمع بسوسور؟ معظم الناس يعرف أن المثالية تجد لها مكاناً ما في فلسفة أفلاطون، لكن هل تراهم يعلمون بأن (الاختلاف) هو فكرة أساسية لدى سوسور؟ أعتقد أنه من الواضح أن الجواب هو (لا) في كلتا الحالتين، يقع بين مبادئ ومعايير أساسية ثابتة نسبياً وبين سلسلة من المفكرين ما زالت أفكارهم تتطور لأنهم ما فتئوا يؤلفون وبالتالي لم تكتمل أعمالهم بعد.
(جون ليشته)، هو تلميذ سابق لجوليا كريستيفا (Julia Kristeva)، يدرّس النظرية الاجتماعية في جامعة ماكواري (Macquarie University)، كما علّم ونشر أبحاثاً في الفكر والثقافة الحديثين.
يقع الكتاب في (543) صفحة من القطع العادي.