تحكي لنا الآثار والفنون القديمة كيف كان وضع المرأة في الأزمنة الغابرة حين اُتخذت في العصور الحجرية كمعبودة لما لها من خصائص الأمومة التي أبهرت الرجل آنذاك ليجعلها محل تقديسه، فخرج كصياد كي يعود بالغنيمة عله يظفر برضاها، ويقضي بقية نهاره في عمل منحوتة تجسد تلك السمات التي تميزها عنه!.
وفي مختلف الفنون كانت المرأة ومازالت الملهم الأول للعمل الفني، كما كانت الفاعل في كثير من الأحيان إذا ما استثنينا أنواع الفنون التي تتطلب القوة العضلية كالعمارة، بل نجد من اتخذ المرأة العنصر الأساس في أعماله الفنية كونها امرأة فقط، أو في وضعية لا نرى فيها سوى النساء، فادجار ديجا اتخذ من الراقصات الموضوع الذي لا يمل تكراره، بينما نوع بابلو بيكاسو في المواضيع التي تظل المرأة فيها العنصر الأهم في العمل الفني تبعا للعلاقة الغرامية التي كان يعيشها، ونرى جوستاف كليمت يُمحور معظم أعماله حول المرأة في إطار زخرفي شكل أسلوبه الفني، وحتى لو كان الفنان امرأة تظل المرأة العنصر الأهم كما نرى عند فريدا كالو التي عكست حياتها ومعاناتها عبر أعمالها التي أعادت رسم نفسها فيها.
وحين ننتقل إلى المشهد المحلي، نجد أن الكثير من الفنانين استخدموا عنصر المرأة في العمل الفني بأساليب متنوعة وخصوصا وفق مفاهيم تتعلق بالتراث والفكر المحلي وربما الحجاب، ألا أنه لم ينصف المرأة أحد منهم مثلما فعل عبدالجبار اليحيى، الذي ركز على مفاهيم سامية مرتبطة بالأنثى في أعماله التي أنتجها في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، فقد وهب عنصره المرسوم سمات من خلال رمزية عالية بأسلوب عجز الكثير عن التعبير به لغوياً.
وتتجسد بعض من هذه المفاهيم في دور المرأة وارتباطها بالأرض والأسرة والحياة ككل، وكيف أن للمرأة سمات وقدرات لا يستطيع بدونها الرجل أن يعيش، هذه هي المفاهيم التي نقلها لنا الدين الإسلامي ولم نعد نطبقها بشكل سليم في الوقت الحاضر الذي نرى البعض فيه يستحي من ذكر اسم أمه.
msenan@yahoo.com
الرياض