المشاركات الخارجية على حساسيتها إلا أن المطالبة بها لا تختلف بين كثير من فئات الرسامات والرسامين.. ومن مختلف الأعمار والمستويات.. والفنان أو الفنانة أو ما دونهما لا يهمه غير حضوره ومشاركته.. وقد لا يكتشف ضعفها أو هنتها إلا عندما يسمع من الآخرين ما يكدره.
وعلى المستوى التشكيلي المحلي تحرك عدد من الفنانين التشكيليين بمفردهم إلى حيث تقام مناسبات أو معارض وتحصلوا على الدعوات المناسبة التي تقدمهم كمشاركين ذوي أهمية وقيمة فنية، والواقع أنه منذ عقود كان الحضور التشكيلي السعودي محدوداً وقاصراً على العلاقة الدراسية أو الحضور الفردي للفنان.. ومن هنا كان عبد الحليم رضوي ومحمد السليم في بعض المناسبات العربية وما أقلها وتواصلت الدعوات بناء على ازدياد المناسبات خصوصاً بينالي القاهرة وبينالي الشارقة الدوليين، وكان حضور الفنان التشكيلي من خلالهما ملفتاً ومتناسباً مع الحدث فحصل بعض التشكيليين السعوديين على بعض جوائزهما.
الأعوام القليلة الأخيرة شهدنا ظهور أسماء شابة تحركت بمفردها وبناء على خلفيات أو معطيات سابقة رسمت هذه العلاقة والحضور، تأكدت بدخول أطراف المشاركة.. إما بالدعم المعنوي أو المساندة المادية والمعنوية معاً.
كان حضور مجموعة من الفنانين والفنانات ومشاركتهم في معرض حافة الصحراء.. أو بعض المزادات.. أو ما يتم الإعداد له حالياً.. أو غيرها مؤشراً على قدرة شخصية، أو رسمية وهي محدودة على التواجد.. وقام بعض الإعلام الخارجي المصاحب للمناسبات بدور كبير في تأكيد المشاركة ونوعها وأهميتها، ولأننا لا نتحدث هنا عن من يمكن أن تضاف أسماؤهم من الفنانين إذا افترضناها لمستحقين إلا أنني أراها تمثيلاً لنماذج من النتاج الفني المحلي تقوم فيه المعرفة بالدور نفسه الذي كانت عليه في السابق مع بعض الضوء الرسمي الذي يمنح الدعم المعنوي والمقرون بالمادي أحياناً.
لا نختلف على أننا أمام ظاهرة جميلة نجومها عدد من الفنانين التشكيليين الذين يمثلون أكثر من جيل وعدد من التجارب الحديثة أو المواكبة أو حتى التقليدية، وهنا لا بد من التأكيد على أن الأمر لا يمكن وضعه في آلية الحداثة الفنية أو المعاصرة بقدر الحضور المتنوع للأسماء والتجارب، وعليه فإنه قد تنتفي مسألة الحداثة لصالح المعرفة أو الرغبة في أن نقدم هذا أو نبعد ذاك وفق مصلحة ما وبالتالي يكون الحضور بكل ما يحمله من تمثيل، الأغلب فيه إيجابياً ويمثل تيارات موجودة وجادة وتطمح إلى مزيد من التواجد والحضور وحتى التأثير، ومن هنا فإن الدعم المطلوب في هذه الحالات ليس فقط معنوياً لأن المادية في مثل ذلك هو الداعم الحقيقي لأي حضور أو تواجد.. ومن ذلك حضور ودعم أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين الذين يمكنهم رفع سقف المشاركة وهو ما حصل فعلاً في بعض المناسبات وإن غاب ذلك أحياناً عن الفنان نفسه لكنه حضور لا شك يسهم في دعم الحراك التشكيلي ويأخذ به إلى مزيد من التواجد والحضور وحتى إمكانية البحث عن أسمائه الأهم فيما بعد، ومن لهم مكانة تاريخية وإبداعية قد تكون غائبة، الآن عن بعض المهتمين وهم في الواقع قلة ليس لها ذاك الارتباط الفعلي بالساحة أو بسمائها المتواجدة فعلاً على مستوى الداخل، ومن هنا فأرى أن يسهم المشاركون الفعليون في التعريف بالآخرين ممن يمتلكون الإمكانية من جهة، ومَن بإمكانهم تقديم أنفسهم وحركتهم بشكل إيجابي، وأن يستعين المهتمون بكل الإمكانات المتاحة من أجل الوصول إلى فنانين آخرين لا يقلون وتجاربهم أهمية.
aalsoliman@hotmail.com
الدمام