إنها كما يقولون قناة التعدد الثقافي وكما صرحوا استراحة لكل مثقف وكما تمنوا ناجحة، لا يحتاج الأمر جهدا لندرك أن قناتنا (ويا وجعنا من هذا ال"نا" التي تضيفها لنا) أقول إن الأمر لا يحتاج جهدا لندرك أنها قناة تسير دون هدف واضح ولا وعي محدد.
ساعتان فقط كفيلتان بجعلك خبيرا في عالم الحيوان فأي ثقافة هي؟
قديما قالوا ابدأ من حيث انتهى الآخرون لتسايرهم على الأقل وتتجاوزهم إن كنت أهلا لذاك وهذه القناة تعيدنا للتسعينات الهجرية بأسلوب مقدميها وآليات ظهورها.
هل توسع مفهوم الثقافة لدرجة كونه اسم من لا اسم له؟ عنوان من لا عنوان له؟ هل الثقافة مفهوم مطاطي يقبل دخول كل شيء فيه؟
إن كان الأمر كذلك فهي ثقافية بل وسيدة الثقافيات أيضا لكنه ليس كذلك.
يا قناتنا وكلنا وجع.. أنت أمام منافسين محترفين فإما أن تكوني بقدر عناء قيامك وقدر منافسة الآخر وإلا فلا حاجة لنا بك، ولا وقت لدينا لنهدره معك.
في البدء انتظرنا عبد الله الحيدري ومحمد عابس وترقبنا إبراهيم التركي ومحمد العوين وعبدالله الزيد وفوجئنا بغياب الثقافة برمتها لا بغيابهم فقط!
نعم.. نريد عبدالله الزيد ليعطر مساءنا ومحمد العوين ليثري نقاشنا وإبراهيم التركي ليصنع بعدا ثقافيا آخر وعبدالله الحيدري ليزين وجودنا ومحمد عابس ليعطر مسامعنا.
نريد رجالا خرجوا من رحم الثقافة لا استجلبوا لها، نريدهم واعين لهمنا ومستوعبين لحلمنا ومتعايشين مع طموحنا وشاعرين بعطشنا.
لا نريد مذيعة مدعية ولا مقدمة يكتبون لها لتحمل أسفارا.
نحن ننتظر ما يأتي به الغد الذي لا يبشر بخير غير أننا لا نملك إلا أن ننتظر فلعل الله أن يأتي بأمر من عنده لنجد أنفسنا أمام قناة تستحق المتابعة.
وأخيرا فكلنا ثقة برجال الثقافة وباهتمامهم، وكلنا أمل في المسؤولين جميعا، وكلنا شوق لغد مشرق يناسب فرحتنا حين بشرنا بقيام قناة ثقافية تحمل الهم وتناقش الطموح وتروي العطش فهي ورب إبراهيم وموسى أهل لذاك.
الرياض
