عبدالعزيز السبيل.. اسم يجسد الرزانة.. ووعيٌ يدلل على اتزانه..!
جاء إلى (الأدب العربي الحديث) كضوء.. لا يلهث وراء الأضواء..!
وكصوت لا تعنيه الأصداء..!
* أطروحاته.. ثقل منهجي.. لا تعبير مجاني..!
حضوره.. إضافة وإحلال.. وغيابه نقص وإخلال..!
مشواره... تربوي.. تعليمي.. أدبي.. معرفي..!
ما بين جامعة (الملك سعود) وأدبيين (جدة
والرياض) ومطبوعتين (الراوي ونوافذ)..!
بناؤه وأحلامه.. كان للثقافة منها وافر حظه.. إذ إن آماله وآلامه.. أدبية ثقافية محضة..!
بالأمس كان معنا.. واليوم هو كلنا..!! فهنيئاً لنا وللثقافة به..!!
لنا في صديقنا وابن جلدتنا.. القادم من رحم همنا.. (عبدالعزيز).. عشمٌ.. وهمم..!!
وله منا المؤازرة والمشاطرة.. في مشواره ومسؤوليته الجديدين..!!
ندرك جيداً ما سيقابله من تحديات.. لكنه رجل المهمات..!
فقط.. نريد منه أن يحمل الراية.. وعلينا البداية..!
نريده أن يكون صوتنا ونبضنا.. وسنكون جسده ووريده..!
نريد أن نؤصل الحوار.. كثقافة.. كوعي.. كنمط حياة أساس..لأنه (الحوار) الأساس..!
نريد.. ونريد..ونريد
* وأخيراً نريد لثقافتنا أن تكون.. لكي نكون..!)
وكأن مافات.. كُتب بالأمس..لا قبل نحو أربعة أعوام ونصف..تماماً تماماً أذكر صيف ذلك العام الذي أعدت فيه «الثقافية» ملفاً ابتهاجياً بتعيين الدكتور عبدالعزيز السبيل ليصبح أول وكيل لشؤون الثقافة ضمن مؤسسة وزارية.. بالطبع لا تأتي «أول» من قبل الولع العربي بالأوليات.. إنما أريد بها ما يتعلق بمهام التأسيس التي يقيناً وكما رأينا تستلزم تنظيف العالق من ترسبات أدت إلى تشوهات عميقة في صميم نسيجنا الثقافي.
حينها كنت أتولى متابعة «الثقافية» إذ كان أستاذنا «أبو يزن» مدير التحرير.. يقضي إجازته السنوية خارج الوطن..
الآن وفي هذا الشتاء المبهم.. أتذكر الكتابة أعلاه.. فأشعر بدفء صيف ذاك العام وبهجة تعيين السبيل.. لينتقل الحديث إلى ذاكرة امتلأت بالكثير من الاختلاف لكنها لم تفقد للحظة واحدة سمو الذات في رجل كبير برهن على أنه قيمة تحترم ذاتها قبل كل شيء وتؤمن أن العمل ميدان إخلاص وأن الوحيد الذي لا يخطئ.. هو من لا يعمل!
الآن وبعد أن غادر هو المنصب.. لا غادره المنصب.. أجد في عنقي شهادة لله ثم للتاريخ.. بعد أن عملت مع هذا الرجل في عدد من اللجان الإعلامية التي كنّا نتقاضى من خلالها عائداً مالياً.. ومع هذا أشهد الله أنني لا أذكر أن هذا الرجل طلب منا بطريقة أو بأخرى أن نعمل على تلميعه أو تلميع المناسبة التي جئنا من أجلها.. بل كنا في المؤتمرات الصحيفة التي يعدها الدكتور السبيل أول من ينتقد ويحاج ويسأل.. حتى إن بعض الزملاء كان يسأل بطريقة تبعث على الرأفة به ويقول: ألا تخافون من أن يخصم من مكافآتكم؟؟ كنا نجيب بعطف: يا مسكين هذا رجل آخر..
اليوم يغادر السبيل المنصب والهم.. بعد أن أدى المهمة وأسس المرحلة ورسم آفاق القادم.. عالياً يغادر وعالياً سيبقى.. يقيناً ودرساً بليغاً سنتذكره كلما مرّ بنا الحال مع وكيل قادم.
شكراً عبدالعزيز السبيل.. وستبقى اسما يجسد الرزانة.. ووعيا يدلل على اتزانه..
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6748» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
aldihaya2004@hotmail.com