كنا نتحدث عن العصر الذهبي للفنون التشكيلية وما هي العوامل التي تساهم في تشكيل مثل هذا العصر، وحيث إن من زار آرت دبي ومن قبله آرت أبو ظبي أو من يتابع بعض مواقع دور العرض الأجنبية، يعي أن هناك عصراً ذهبياً قادماً في هذه المنطقة.
والسبب: الوضع العقائدي والسياسي والاجتماعي الحالي من حيث التنوع بدلاً من الخضوع لمؤثرات رتيبة كما كنا في السابق، إضافة إلى الانفتاح ومحاولات التغيير والتنظير وتقبل التنوع ومعايشته، هذه المؤثرات المتنوعة أصبحت قوية بدرجة تحدث معها جلبة تحرك مكامن الفن والإبداع، وبنظرة ديلاتيكية، تقول (روث بنديكت): إن الإبداع في الفن يحدث عندما يتحرر هذا الفن، والفن يتحرر عندما تتنوع المعتقدات أيا كانت هذه المعتقدات دينية أو فكرية أو سياسية أو اجتماعية، فتأثير الدين على سبيل المثال قد يكون عكسياً في الفنون إذا ما تعددت الأديان. لذا نحن نشهد نوعاً من الصراع اليومي الذي يغذي بدوره هذه الفنون من حيث الموضوع والأسلوب وربما الحاجة للممارسة، كما أن رخاء الوضع الاقتصادي يساهم بدوره من حيث اهتمام أي حضارة بفنونها إذا ما نمت وتقدمت وتوفرت رؤوس الأموال وبالطبع إذا ما التفت المستثمر لهذا النوع من الاستثمار.! لذا نحن نعيش فترة خصبة لولادة عصر ذهبي يجب على الفنانين والفنانات، والمستثمرين والمستثمرات، والمؤرخين والمؤرخات والناقدين والناقدات والمتلقين والمتلقيات إعداد العدة له، وإذا كان العصر الذهبي للفنون البصرية على الأبواب، فقد عاد إلى الجزيرة العربية بعد طول غياب، وبيدنا أن نبقيه أطول فترة ممكنة! وفي الأسبوع المقبل نطرح الكيفية التي يمكننا بها استحثاث هذا العصر والاستفادة منه ما أمكن.
msenan@yahoo.com
الرياض