رِحلةَ الأَيامِ قَد آنَ التَّدَاني
وانقضَى الهَجرُ وأسبَابُ التَّواني
وتَولَّى اللَّيلُ عَن أَشجَانِ صَبٍّ
مُولَعٍ بالشَّجْوِ مُهتاجِ الجَنَانِ
سكَبَ النَّجوَى عَلى كَفَّيهِ شِعْرا
وتَلهَّى بالمُنَى والفَجرُ دَانِ
رحلةَ الأَيامِ يا ضَوءَ اللَّيالي
ياربِيعا حُسْنُهُ هَزَّ كَيَاني
رَقصَةُ الأَحلامِ في عينيكِ تغدُو
قِصَصا تُروَى بنَفْحِ الأُقحُوانِ
وعلَى كفَّيكِ تغفُو ذِكريَاتٌ
من ربيعِ العُمْرِ مرَّتْ كالثَّواني
كيفَ للعُصفورِ أنْ يُهديكِ لحنًا
دُونَ دَوْحٍ وحُبُورٍ وحَنَانِ؟
كيفَ للشُّطآنِ أنْ تغدُو أَمانا
ورياحُ الغَدرِ تَأتي كُلَّ آنِ؟
كيفَ للأَحلامِ أنْ تَروي فُؤَادا
يستظِلُّ الشَّمسَ في دَرْبِ الأَمَاني؟
لم يعُدْ للزَّهرِ في عينيهِ مَعْنىً
لاذَ بالصَّمتِ وعَافَ ال(لَّيْلَدَانِ)
يا شُمُوسَ الوجدِ صُبِّي في فُؤادِي
غُنْوَةَ الحُلْمِ وأَحْلامَ الغَواني
وانثُري عِطرَ الليالي واكتُبِيني
لحنَ خُلْدٍ بحُروفٍ من جُمَانِ
كُلَّما أَبصَرتُ في البَيداءِ نَهْرا
أُسرِعُ الخطوَ... فصَمْتًا لو تَراني
يَتَبدَّى النَّهْرُ في عَينِي سَرابا
خَلْفَهُ تضحَكُ أَنيابُ الزَّمانِ
فوقَ كَفَّيَّ نشِيدٌ سَرْمديٌّ
مَرَّ في جُنْحِ اللَّيَالي فَشَجانِي
صِغتُهُ لحنا شَجيًّا فَتهَادَى
همسُهُ في سمْعِ أَربَابِ المعَاني
ارفَعُوا الموَّالَ للبحَّارِ حتَّى
يحصُدَ الدُّرَّ فتنثَالَ التَّهَاني
- العرضيَّة الشمالية
Mashr-26@hotmail.com