الثقافية - علي القحطاني:

لطه حسين (1889 - 1973) ثقله في الساحة الثقافية ولا أحد ينكر ما لأدبه من قيمة استفاد منها المعجبون والمناوئون لأفكاره على حد سواء ويبقى لعميد الأدب العربي فضل في فتح الملفات الثقافية وإثارة الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الموروث الثقافي والتصالح مع الآخر مما عرضه للتوبيخ واللفظ والطرد من بعض المؤسسات التي لم تستوعب بعد أفكاره، ولعل العمل الذي اشتهر به مذكراته (الأيام) ويندر أن تجد مثقفاً أو طالباً جامعياً لم يعرّج على كتبه وقد تأثر بأسلوبه جمهرة من المثقفين السعوديين، وخلال هذا العام صدر كتابان الأول, كتاب (طه حسين والمثقفون السعوديون) للأستاذ حسين بافقيه، والثاني كتاب (طه حسين في المملكة العربية السعودية) للأستاذ محمد القشعمي دوّنا فيه الصلات الثقافية بين طه حسين والمثقفين السعوديين وتدارست الدور الثقافية في الوطن العربي نتاجه الفكري بعد غيابه لأكثر من 35 عاماً، ويحسن بمؤسساتنا الثقافية أن تتناول آراء طه حسين وتعيد قراءة مقدماته التي كتبها لعدد من الدواوين الشعرية لشعراء سعوديين, وهل كتبها مجاملة للأدب السعودي وخصوصا أن آراءه النقدية كانت (انطباعية)، أم أن آراءه جاءت صدى طبيعياً لما حققته القصائد السعودية من انتشار لا سيما قصائد الأمير عبد الله الفيصل والشاعر حسن القرشي، وحري بتلك الآراء التي قالها طه حسين في الأدب السعودي أن يعاد دراستها من جديد وفق المناهج الأسلوبية والنقدية الحديثة.