الثقافية- منى العصيمي:
لا تستقيم لنفس روح ما لم يضخ القلب لها الحياة كذلك داوود الشريان حين ضخ عصارة خبرته التي قاربت أكثر من ربع قرن عبر نادي الرياض الأدبي جاعلاً العمود الصحفي عضواً ضمن أعضاء العمل الصحفي وما حديثه إلا معادلة الحياة لهذا الفن الذي روحه هي الخبر فعمود دون خبر هو جسد دون حياة بل ذكر ضمن معادلة الحياة أن الثروة اللغوية دون خبر ودون موقف واضح يتسم بالانفعال لا تصنع عموداً صحفياً وهي فقط مساحة محشورة داخل العمود الصحفي وليست منه، والخبر لا يأتي عبر الريح بل يحتاج إلى عقل قارئ ورأي واضح وجعل الشريان يبرهن على نجاح الصحفيين أصحاب الخلفية القانونية والتاريخية كونهم يمتلكون مناهج التفكير وعلى نقيضهم الكتاب الإنشائيون الذين يقدمون العمود الصحفي على غرار الوجبات المجمدة الصالحة للتناول في أي وقت، حيث يسلمون عدداً من النصوص سلفاً بدواعي السفر، وقد أسقط الشريان هؤلاء من قائمة أن ما يكتبونه ينتمي إلى فن الكتابة الصحفية عدا عن فن رصد الحياة ذات الوتيرة المتغيرة كل دقيقة وهاجم بشدة نوعاً آخر من المنتمين إلى العمود الصحفي وهم الذين يحسبون أن العمود ملك شخصي لهم يبثون خلاله ما يهمهم وحدهم وذويهم، ومطالباً بوقفة صارمة معهم، معداً أن الصحف التي لا تتصدى لذلك وتسمح لكتابها بهذا النهج إنما تمارس تعدياً صارخاً على العمود الصحفي، وشبه كاتب العمود بخطيب الجمعة الذي تفهمه كل العقول وبما يقدمه في عموده بالخبز الذي تأكله كل النفوس، وختم حديثه بشيءٍ من الغزل للغة العربية، مفترضاً أنها كائن حي لا يرتضي بغير الشراكة في النص فعلاً وبغير الذروة نجاحاً للعمود الصحفي.