كتبت زميلتنا من كلية اللغات والترجمة الأستاذة الدكتورة ريما الجرف عن (آخر الابتكارات في الامتحانات النهائية) بما أسميه ناقوس خطر فهي تقول:
يبدو أن هناك هدفًا جديدًا للتعليم الجامعي وهو أن ينجح الطلاب بنسبة 100% حتى لا يدخل الأستاذ نفسه في دوامة الشكاوي من الطلاب الراسبين أو الحاصلين على درجات منخفضة، من الطلاب أنفسهم، وذويهم، وبعض الجهات المعنية.
وحتى يتحقق النجاح لجميع الطالبات، قام بعض الأستاذات هذا الفصل بوضع أسئلة الاختبارات النهائية في موقعهن، وكانت تلك هي الأسئلة التي وضعت في ورقة الامتحان النهائي، وخرجت الطالبات بعد ربع ساعة فقط من قاعة الامتحان لأنهن أنهين الإجابة عن جميع الأسئلة مع أن العرف السائد أن يسمح للطلاب بالخروج بعد نصف وقت الامتحان أي بعد مرور ساعة. ولكن أستاذة المادة سمحت للطالبات بمغادرة القاعة بعد ربع ساعة فقط.
وخرجت الطالبات مسرورات لأنهن أخذن الأسئلة من موقع أستاذتهن وحفظنها وهي التي جاءت في الامتحان. أمن أجل هذا أنشئت المواقع؟! لو كان هناك من يسأل ويحاسب لما جرأ أمثال هؤلاء الأستاذات على عمل غير أكاديمي وغير أخلاقي مثل هذا.
ولكن من يحاسب من؟ هذا أمر لا يخضع للمساءلة والتحقيق من قبل الجهات المعنية. ومن فعلنه لا يتعرضن للعقوبة. لو كان هناك شكوى من طالبة ضد إحدى أعضاء هيئة التدريس لهرع أصحاب الصلاحيات إلى التحقيق في الأمر دون تباطؤ. أما أن يحدث أمر كهذا، فلا شأن لأحد به، ويغضون الطرف عنه.
هذا أحد المعايير الجديدة في الجودة التي ينبغي أن تضيفها منظمة المعايير الدولية ISO إلى معاييرها.
وهذا هو الرابط:
http://forums.ksu.edu.sa/showthread.php?t=3765
وأقول إن الإجراءات المتبعة على الأقل في قسم اللغة العربية تسوق العمل إلى ما يعاند الجودة، إذ يضطر الأستاذ كل فصل إلى تصوير ثلاثة نماذج من إجابات الطلاب لثلاثة اختبارات تصويرًا ضوئيًّا وهذا ميسور وتصويرًا إليكترونيًّا وهذا غير متاح لكل أحد، وهذا سيجعله يحول الأسئلة والأجوبة لكي لا تخرج عن نطاق الصفحة الواحدة تفاديًا للعنت الذي يجده من الصفحات الكثيرة التي يصعب تسكينها. وسيكون همّ الأستاذ أن يفي بهذه المتطلبات الورقية المكررة في كل فصل من تقرير المقرر الذي سيكتب فيه خلاف ما يجري في الواقع لأنه إن كتب حسب الواقع لزمه أن يعلل ويفسر، والسيرة الذاتية يكررها مع كل مقرر وهي موجودة في موقعه، وفي النهاية تتجمع تلال من الأوراق التي تخزن في ملفات، وأما العمل الحقيقي المفيد فهو المغيب حقًّا لخلل في الخطط الموضوعة التي لا تفي الساعات المرصودة فيها للمقررات بما تقتضيه من تعليم وتدريب، ولا توزيع ساعات المقرر تخدم التعليم. ألا إن للجودة سبيلاً غير تكديس الأوراق.
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5182» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض