(اختار ثاني العيد يوم وداع)، وغادرنا دون أن نودعه؛ فقد لذْنا بالأمل فسبق الأجل، وعذنا بالله أن نتجاوز الدعاء له والترحم عليه، فرغم فداحة المصاب فقد قدم إلى رب غفور، وتقدم بعمل لعله مأجور مشكور، وإذ فقدت (الثقافية) أحد أبرز محبيها والمتواصلين معها والغُيُر عليها، وافتقدت زاويته الشهرية (بانوراما) فإننا لا نملك أكثر من استعادة سيرته والتذكير بمسيرته، وكما قدمت (الجزيرة) صفحات متميزة عنه فإننا سنظل في (الثقافية) مع المسار الذي يرى قيمة الوفاء في الحياة والتذكر بعد الممات و(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ).
وقبل الجفري وفي أثناء توقف (الثقافية) توفي الشاعر العربي الكبير محمود درويش، وأولهما سبقاً عن ثمانية وستين عاماً وثانيهما عن تسعة وستين عاماً -رحمهما الله- (ص13-14-15).