مما لا شك فيه أنه لا يوجد من يلتفت لأقوال من تخصص في التجريح الشخصي لكل صاحب رأي يناقش قضايا هذا الوطن العزيز علينا جميعاً بكل إخلاص حتى وإن وقع في خطأ بغير قصد إذ لا يوجد من هو معصوم من الخطأ ولا يعني هذا أن كل ما يطرحه هو الصواب وغيره خطا إذ لابد من إحسان الظن ما دام لم يرد ما يدل على إرادتهم للشر, كما أنه لا يوجد من يشجع على تحويل الآراء إلى أهواء شخصية أو تحويل الرأي إلى عداء شخصي ومحاولة النيل من صاحب الرأي بالتجريح في شخصه أو الدُعاء عليه. هنا نكون قد خرجنا عن نطاق الرأي الأدبي وقيمنا الإسلامية فنحن ولله الحمد في وطن قد كفل لنا الحرية في إبداء الرأي ما لم يتعدى إلى التجريح بالآخرين.
إلا أنني اندهشت كثيراً مما قرأته على صفحات جريدة الجزيرة بتاريخ 3-9-1429 للأستاذ عبدالرحمن سابي رئيس اللجنة الإعلامية بنادي الباحة الأدبي حول رده المفاجئ على التحقيق الصحفي الذي قام به مشكوراً الأستاذ سعيد الدحية الزهراني وكان تحت عنوان (لائحة انتخابات الأندية الأدبية المرتقبة.. هل تقبل القسمة على (2) والذي استطلع فيه الأستاذ سعيد آراء مجموعة من المثقفين حول هذا الموضوع وكان من ضمنهم الشاعر محمد الشدوي الذي أبدى رأيه في هذا الموضوع دونما تجريح في حق أحد، إلا أن الأستاذ عبدالرحمن وبرده هذا يؤكد لنا أن ما قاله الشدوي قد أصاب النادي الأدبي بالباحة في مقتل، لينبري الأستاذ عبدالرحمن سابي للرد على الشدوي فقط وليس على التحقيق الصحفي كتحقيق يخدم الموضوع بأكمله، وبأسلوب ومضامين لا تليق بمثقف فما بالك برئيس اللجنة الإعلامية بالنادي الأدبي. وكان رده تحت عنوان (شعبنة الشدوي حول أدبي الباحة) فليسمح لي الأستاذ عبدالرحمن أن اقف معه على هذا العنوان الغريب:
1- ماذا تعني بشعبنة الشدوي؟ أم هي مجرد كلمة تقال دون أن نعي معناها والدليل قولك (لتشعبن كما يقال)؟
2- متى كان حسن الظن خطيه؟
3- لماذا الندم على فتح أبواب النادي أمام شاعر بحجم الشدوي؟ أم أنكم معتادون على قفل أبوابه أمام من لم يوافقكم الرأي؟
4- ما هي تلك الغصة التي تتحدث عنها؟ الذي أعلمه أنه لا يوجد أي غصة في أي مؤسسة حكومية ولله الحمد والمنة.
5- ذكرت كلمة (لترحل) هل يُفهم من ذاك أنك تطرد الشدوي من النادي؟ وإن كان فمن أعطاك الحق في ذلك.
6- ماذا تعني بقولك أنت على علم بجغرافية السكان الثقافية في بعض محافظات المنطقة وكأني بهذه الكلمة تنز للتمييز العنصري وتلك من الجاهلية.
7- أنت قلت (على مستوى القطاع التهامي المنتمي له) وهذه جملة فيها من التعالي والعنصرية المغرضة الشي الكثير فنحن أبناء منطقة واحدة ننتمي جميعنا إلى وطن واحد وليس إلى قطاع واحد كما ذكرت وأنت تعلم أن القطاع التهامي والذي ينتمي إليه الشاعر الشدوي إن لم تكن الكثافة السكانية فيه نصف منطقة الباحة فهو الثلث ومن أبنائها أساتذة جامعات وأدباء ومؤلفون إلا أننا لا نرى لهم وجود بين أعضاء النادي، ومن محاسن الصدف أنني حضرت أمسية في مقر النادي الأدبي فكان الجمهور:(محمد الشدوي- أحمد المساعد - حسن الزهراني - محمد زياد - جمعان الكرت - واثنان لا أعرفهم) فهل هذه الجغرافية الثقافية للمنطقة يا أستاذ عبدالرحمن تحية للجغرافيا وللاجتماعيات، كما أن الأمسية الثقافية التي أقيمت في قلوة لم تكن من منجزات النادي الأدبي بل من منجزات إدارة التعليم بالمخواة والممثلة في النشاط الثقافي بالإدارة ويشرف عليها المشرف التربوي بالإدارة الأستاذ ناصر العمري ويتم من خلاله إدراج الموهوبين من طلبة الثانوية في المحافظات التابعة لإدارة التعليم والذين لهم ميول أدبية وخصوصاً الشعراء منهم ويأتي إشراكهم في هذه الأمسيات لصقل مواهبهم وهذه الأمسية التي يدعي الأستاذ عبدالرحمن ويجيرها لحساب النادي الأدبي لم يحضرها أي عضو من أعضاء النادي سواء الأستاذ محمد الشدوي ومازلت أذكر مداخلته حيث قال (أستغرب أن تقام أمسية لإدارة التعليم التي تعلم المناهج بالفصحاء وتجعل من بين الشعراء شاعراً نبطياً, ليتهم صقلولة الفصحاء قبل أن يقحموه مشاركاً في هذه الأمسية). وأعرف أن كلامي هذا ربما لا يستسيغه أحد ولكن هي كلمة حق ولابد أن تقال وحينها شكرناه جميعاً. كما أن الأمسية القصصية التي أقيمت في المخواة هي أيضاً من منجزات إدارة التربية والتعليم بالمخواة ممثلة في النشاط الثقافي فلماذا تُجير لحساب النادي يا أستاذ عبدالرحمن لتخرج نفسك من مأزق أم أنك تخبر الوزارة بأن النادي الأدبي يوصل خدماته إلى كل بيت وأنت تعلم ويعلم كل مثقف يقطن الجزء التهامي أن خدمات النادي الأدبي لهذا الجزء من منطقتنا الحبيبة مهمش من قبل النادي فلماذا؟.كما أن الأستاذ محمد الشدوي تمنى أمنية أتمنى أن تصل إلى معالي وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل وأنا أضم صوتي لصوته عندما قال (أملي كبير أن يكون هناك مراكز ثقافية في جميع المحافظات) فهل في هذه الأمنية شيء؟ فيا أخي الكريم أحسن الظن بالآخرين ولا تتهموهم بشتى التهم وأنتم لا تملكون عليها دليلاً، فذلك خير لكم، ولهم. فهو ما نرجو والله ولي التوفيق.