منذ طفولتي والمهتمون بيّ يحاولون جاهدين إقناعي بأن لا أسبح عكس التيار.. لأن عكس التيار سيصبح قاتلاً..!!
وحينما كبرت وكثرت (غطساتي) قرأت أنه لا يسبح مع التيار إلا السمك الميت..!
تحسست نبضي جيداً فتيقنت بأني سمكة حيةّ..
قررت حينها أن أسبح (عكس) التيار..!!
بالطبع لم يكن مياه ذاك البحر زئبقاً وعطراً..
ولا أقحواناً وعشباً... بل كان مليئاً بالأفاعي
تلك الأفاعي الكبيرة تكون أكثر سميّة وحقداً من صغيراتها.. كلما زاد بيّ العمر شاهدت الأكبر يكبرون معي (عمراً) فقط..!!
فيزداد بذلك حقدهم على من هم أصغر سناً وأكثر انطلاقاً .. يوماً كان عادياً ربما..!!
حتى اللحظة التيّ دخلت فيها تلك المرأة الخمسينية,
نظرت إليّ ثم اتجهت ولكن ليس بعيداً..!
ابتسمت لها وكان هناك في داخلي شيء من الإشفاق لربما على عمرها الممزق بما تريد وبما لا تريد
أم لعلّ ملامحها المجعدة شدتني نحو الانتماء للعمر القادم!!
عدت من الأفق حيث ومضة الرعشة سرت بجسدي
كيّ أسمع صوتها المهزوز بشرخ سكون الصمت كيّ تبدأ بالتهديد والوعيد وبأنها تستطيع وطرح ما لا أنا (أستطيع)؟؟!!
بعد كل هذا ختمت كلامها بأن شهر العفو قادم وبأننا لا بد لنا بأن (نصفح)..
ضممتها إلى صدري!!
ثم قبلتها..!!
وصافحتها ببياض..
لم تكن سوى عزاء على روحها التيّ أزهقت أمامي..،
مسكينةٌ تلك الأفعى (الهرمة) تحاول التمسك بأمجادها تلك التيّ تخفيها بالأحراش
كيّ تمنعها عنيّ!!
لم تعلم بأن عشّ الأفاعي لا يحلو لي أبداً
من أجل ذلك ضممتها وبقوة!!
لم تعلم بأني امرأة ألفت الألم...
وحفظت أرصفة وشوارع الغربة،,
وأتقنت أبجدية الحكمة والنسيان!
وأني أعرف ألف وسيلة ووسيلة لطردها حتى من ذاكرتي،, وابدأ الحكاية بكان يا ماكان..
وأنهيها بإغفاءة!!!
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244