ما بين النقش على الحجر وما بين ارتماء الكلمة اللغز في حضن (جوجل) كثير من الأسئلة. أيهما الأفضل أن يكون المرجع كتاب في رف مكتبة ضخمة وتمرين لذاكرة لم تتكئ على جدار محركات البحث الإلكترونية، أم أن ضغطة زر كفيلة بصنع جيل مثقف!
بالبحث عن فيروز سيظهر لك 4.220.000 نتيجة، ستجد فيروز وثورة الرحابنة، بجانبها رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي، ويقابلهما القاموس المحيط لفيروز آبادي الشيرازي ومحيط من المعلومات التي لا تنتهي.
ربما الموضوع أبسط من أن يناقش فالبحث الجوجلي (وسيلة) لاستخراج المعلومة من الإنترنت عبر محرك بحث أسموه (جوجل) فحسب، ولكني أتأمل سحر جواب يأتيك بلحظة بل بقائمة من الأجوبة (قد) تهديك لطريق البحث في (الاختلاف)! وأتأمل ماذا لو لم أكن من هذا الجيل، ولو لم أنتم إلى مذهب الجوجليين ووصلني بعضاً من دستوره وسمعت عن طقوسه وعن رواده من جيل الـ(ـكليك) و(الإنتر)، فهل سأردد ما قاله الإمام مسلم (لا يُنال العلم براحة الجسم).
وهل أقترب أكثر، فأسأل هل حجم المعرفة بالوسائل أم بجدية الباحث! ولماذا جيلنا موسوم بالسرعة، فالرواية سريعة والقصيدة سريعة وجلب المعلومة أسرع وأسرع. وأعود لتأمل أعمق، فالسرعة باعتقادي لم تكن يوماً عيباً ولكنها لا شك (خطر).
أمقت التهويل، ولا أحب دق نواقيس الخطر ولكني أسعى لرسم بعض من الخطوط الأولية لعل ملامح الصورة تتضح. يشغلني كثيراً حجم الفجوة ما بين الأجيال وهل هي حقيقة أم وهم أم بعض من هذا وذاك! وهل كلمة (الآخر) التي اعتدنا قراءتها وسماعها تتسع لأن يكون (آخر) يجمعني به الدين واللغة ويبعدني عنه الدين واللغة!
ولابد من تساؤل أختم به، هل حقاً أن الفرق ما بين جيلهم وجيلنا أن الأول كان (يسأل) وأن الثاني تائه من كثرة (الأجوبة)!
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرةSMSتبدأ برقم الكاتبة«8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244
kimmortality@gmail.com
الرياض