سرطان.. فموت..فتكريم..؟
|
محمد الدبيسي
قضى عبدالرحمن المريخي.. (المواطن).. والكاتب المسرحي (الرائد).. والفنان المسكون بوهج الفن.. وروح الإبداع الصادق والحس الخلاق.. بعد معاناة مع مرض السرطان..؟
(رحل) بعدما فتك (السرطان) بجسد ظلَّ طويلاً ينتظر (دوره) في السفر.. بحثاً عن العافية والشفاء..؟
فما أمرّ انتظار السفر..؟ وما أمرّ أن يكون السفر.. هروباً من الموت.. وتشبثاً بالحياة..؟
قبل سفره إلى (ألمانيا) تحدّث إليّ ممتناً لما كتبته عنه في (هذا المكان) وتواعدنا على اللقاء.. بعد شفائه وعودته..؟
ولكنه لم يشف..! (ولم يعد).. كالأحلام.. وكالأيام.. وكاللحظات الجميلة التي لا تعود..!
لسنا هنا في معرض نعي (متأخر).. ولسنا نفتش في الموسوعات والأراشيف.. لنكمِّل نقص كلمات عزاء.. وصور (للمرحوم) نستر بها عرى الحزن الموسمي والطقوسي (الموقوت - الممقوت).. الذي لم يتغير وجهه (العكر) كما هو دائماً.. يأتي تالياً.. كلما مات (فنان).. وكما اعتادت الصحافة على تسويقه بنمطية رديئة بعد (موت) كل عظيم..!
ولسنا نبحث عن آراء (أصدقاء الكلمة) و(شركاء الثقافة).. ليتحدثوا عن مآثر (الفقيد).. ومن فاز بآخر لقاء معه..؟ ومن كان يخصه (دون غيره) بأحلامه وهواجسه..؟
ولكن (نقول).. وبأسى مرير.. إن المريخي.. الذي كرمته (المنامة) منذ سنوات وكذا فعلت (أبوظبي) تقديراً لإبداعه المتميز.. ولريادته المسرحية في المملكة والخليج.. قد مات بمرض (السرطان).. ولم يكرّم في وطنه..!
وقد يكون ذلك مقبولاً.. بحكم (ضرورة العادة).. التي ألفناها.. أو (العادة الضرورية).. التي نبتت على أورامها أسماء وممارسات و(أوهام) باسم الثقافة.. وفي ظلال المعرفة - أو في (ضلالها) -.. وتحت شجرة الإبداع..؟ وكل ما يمكن أن تجود به قرائح (التعبيريين).. الذين يجيدون كثيراً تزويق الكلام وتسويقه..؟!
واتساقاً مع ذلك.. فإنه من (المخجل جداً).. أن يكون موت (المريخي) سبقاً صحفياً.. و(مادة دسمة).. يستجمع لها الفارغون والسمجون.. (طاقاتهم).. ويبرزوا عبر خطوطها الرمادية قدراتهم..؟
فذلك أبرز (كل إنجازات الفقيد) والآخر.. لمّ (أكثر الآراء حوله).. معتمداً على أكثر (البعيدين) عن القراءة.. و(البعيدين) عن الصدق مع أنفسهم قبل الثقافة، المبدأ والموقف..!
لتكتمل (ثالثة الأثافي) بتأبين (بارد جداً) لسعادة رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ (محمد الشدي).
الذي أعلن (نية) الجمعية (تكريم المريخي)..؟؟؟!!! فلتحيا النية والمبادرة والفروسية..؟؟؟
(أيعقل ذلك يا رجل)..!؟؟؟؟؟
إلى هذه الدرجة.. (نصحو) على ما قد (بتنا) عليه..!!
لا فرق بين عتمة المغيب وحزنه الأحمر.. وبين ضحكة النهار الجديد..؟؟!
ألا يستحق (المبدع) التكريم.. إلا بحيازة شهادة (الوفاة)..؟!
وكأن الموت (شرط) للفوز بهذه الدعاية الاحتفالية الثكلى..؟
تمنيت.. لو تراءى لي لون أريحية الأستاذ (الشدي) - الذي لم يقل حرفاً واحداً بحق المريخي حياً - ليتحفنا (بفعله) المشرف تجاهه بعد موته..؟ وبين (القول والفعل) عمر من التجربة والبذل لأجل الفن والناس والوطن..؟
وأطفال وأجيال.. (أسس) لهم (المريخي) في حياته (مسرحاً).. وكتب لهم نصوصاً.. وكلمات وحياة.. ومات وهو يلهج بأحلامهم...! ففي أي الزوايا كانت همة (التكريم) - والحماس له - تنام حينها...؟
تُكرم من..؟.. ولأجل من..؟ وعلى من..!؟ ولماذا..؟
أي (حفاوة) تلك.. التي ستقطرها (كلماتكم) أيها المُكرّمون.. على جدث فنان..؟
كم (كلمة) سيتضمنها التكريم..! وأيها سيكون أبلغ..؟
وأيها سيكون نصيبه - من المحسنات البديعية.. والإنشائيات الحزينة - أكثر..!؟
أيُّ (المتكلمين) سيكون أكثر دقة في تقديم إحصائية عن (مؤلفات الراحل) وجهوده..؟
وماذا ستكون خامة (الدرع) - رمز التكريم وغايته ومضمونه - من الفضة.. أم من البلاتين.. أم النحاس..؟
وكلها (ستصدأ).. حيث لم تعالج كيميائياً بمقاوم لهزيمة الذات.. أو بمصل مناعي للصدق معها..؟
حتماً (ستصدأ).. كما تصدأ المروءات المتأخرة.. وستذوب وتتبخر - تحت وهج الحقيقة - كما الأحزان والعواطف المصطنعة..!
وإذا كان لا يزال ثمة بعض (يقين) بدور المثقف..؟
وتقدير لهذا (الدور).. واعتراف به.. لدى (جمعية الثقافة والمثقفين.. ورئيسها).. فلتدخره للأحياء منهم..؟؟.... لم يكتب (المريخي) مسرحية هزلية..؟ ولكن سيكتب أرباب التكريم.. أبأس نصوصها..؟؟
......؟؟؟ (نحن الأموات) يااااااا عبدالرحمن المريخي.....؟؟
Md1413@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|