ما بعد وكالة الثقافة (5)
|
عبد الرحمن السليمان
للتمثيل الخارجي أهمية في نقل الصورة الفنية للجهة المقابلة (المستضيفة) والفن التشكيلي السعودي تواجد في العديد من المناسبات التشكيلية الخليجية والعربية وحقق منذ الثمانينات حضوراً لافتاً عندما فاز الفنانان (خليل حسن خليل ثم بكر شيخون) في معرض الكويت العام للفنانين التشكيليين العرب، ثم فوز عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين في المعرض الدوري لفناني دول مجلس التعاون الخليجي وليس أخيراً في بينالي الشارقة الدولي فبينالي القاهرة الدولي، هذا التواجد للفن التشكيلي تمثل في أعمال قدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبمرافقة بعض من الفنانين أو من خلال استجابة الفنانين الفائزين للدعوات الشخصية الموجهة لهم من مثل هذه المناسبات خاصة بينالي الشارقة وبينالي القاهرة اللذان عملا على تنوع المشاركات ما بين الرسمية والشخصية، لا شك أنه تم السعي من قبل الجهة المعنية بالدعوات والترشيحات على أن تمثل المشاركات أفضل ما يمكن من الأعمال الفنية والواقع أن الاستجابات كانت محدودة في معظم الأحيان خاصة البيناليات وعنيت في ذلك استجابة الفنانين أصحاب المستويات الأكثر تميزاً.
ومع ذلك كان يتقدم لمثل هذه المشاركات العديد من الأسماء متنوعة المستويات في استجابة للدعوات التي كانت توجه للمنتسبين للساحة التشكيلية المحلية، إلا أنه في الواقع لم تكن معظم تلك المشاركات بالمستوى المطلوب فالأجنحة كانت أحياناً ممتلئة بالأعمال التي يراد فقط منها التواجد وإعطاء أكبر قدر ممكن من المنتسبين الفرصة للعرض هنا أو هناك وبالتالي فلم تظهر أجنحتنا كما نود، أو نتمنى لأن مستوى النتاج التشكيلي المحلي معروف بعدد أسمائه الأكثر تميزاً والتي من خلال بعضها تحقق في بينالي الشارقة الدولي على سبيل المثال الفوز بجوائز أولى ومتقدمة لبعض الفنانين التشكيليين السعوديين، بل إن الفنان هاشم سلطان وفي دعوة خاصة من بينالي بنغلاديش حصل على جائزة أولى بين عدد من الفنانين المشاركين من دول العالم وهو ما يحدث في مثل بيناليي الشارقة والقاهرة.
الواقع أن فرصة العرض أو التواجد في مثل هذه المناسبات الدولية كانت بحاجة إلى إعادة نظر لأنها لا تحقق للحركة التشكيلية المحلية الهدف الأهم من المشاركة فليس المهم أن نتواجد بل أن يكون تواجدنا بمقدار مستوانا الفعلي (الحقيقي) الذي تعرف عليه البعض فكانت المبادرات والدعوات الشخصية حلا لبعض إشكاليات المستوى المقدم، ولقد شجعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذلك ودعمت الفنانين معنوياً وبالتالي اتخذت المشاركات مجراها الطبيعي والمطلوب، وليس سراً أن الجوائز التي حققها الفنانون التشكيليون السعوديون في هذه البيناليات كانت بمشاركات الفنانين الشخصية وفيها تكفل الفنان أو الجهة المستضيفة بالإنفاق على المشاركة، بل إن الفنان تحمل الجزء الأكبر في الحالتين، الواقع أننا في المرحلة الجديدة (القادمة) نحتاج إلى تضافر وتعاون أكبر، وأسلوب مختلف و جديد في مسألة المشاركات الخارجية، الحرص على المستوى الفني يجب أن يكون الأهم ومعرفتنا بمستوى المناسبات يجعلنا نصر على اختيار الأكثر تميزاً أما الفرص فتتاح حسب أهمية المناسبة وهي فرص من وجهة نظري لا تمنح إلا للمستويات الجيدة التي تقدم الصورة الفعلية والحقيقية للنتاج الأميز، من الجانب الآخر فالتمثيل الشخصي هام بأهمية المشاركة فيُمنح الفنانون الفرص للتواجد وحضور المناسبات التشكيلية العربية والدولية للاستفادة والاحتكاك وتبادل المعارف، بجانب إتاحة الفرصة لآخرين مكافأة على تميز ما يبدونه من خلال مشاركات أو جوائز تحققها مستوياتهم الملفتة ،هو تواجد للمشاركين وتواجد ممن نتوخى لهم الاستفادة وبالتالي تمنح فرص الحضور لأكبر قدر من الأسماء ومع ذلك تهيأ الفرص وتسهل للمرشحين، أرى - في هذا السياق - أهمية أن توضع مسألة الاستئذانات في الأولويات فعدد من الفنانين يعانون من ذلك وقد يحرم فنان من مناسبة هامة يرشح لها بناء على عدم موافقة جهته التي يعمل فيها، هذا الأمر يذكرنا بالتفريغ الذي يحتاجه الفنان التشكيلي لينتج ويطلب منه مقابل ذلك نشاط محدد كإقامة معرض أو تقديم مشروع فني يضيف للساحة التشكيلية في أي من الجوانب ذات العلاقة.
aalsoliman@maktoob.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|