| سِفاهاً .. يا بُنَيَّ طَغَى أَسَايا |
| كَأنِّيَ لَمْ يُصَبْ أَحَدٌ سِوَايا؟ |
| وهل أنا قَبْلُ قد قَرَّتْ عيوني |
| وَنلتُ من الليالي مُبتَغَايَا؟ |
| أنا الغَرَضُ العتيقُ لِكُلِّ سَهمٍ |
| تَنَافَسُ في رمايَتِهِ البَلايا |
| وكَم ذا جندَلَت لي مِن عَزيزٍ |
| وَسَاقَت مِن أَمَانيَ لي سَبَايا |
| سَقَطتُ مُرَكَّعاً مِن رَحمِ أُمِّي |
| بعيدَ الغورِ في كَفِّي عَصَايا |
| وَمنذُ نُعومَةِ الأحزانِ دَسَّتْ |
| يَدُ الأقدارِ في شِدقَيَّ نَايا |
| فَكيفَ نَكرتُ .. والآفاتُ قُوتِي |
| مَرارَ اليومِ في شَجَرِ المَنايَا |
| كَفَرتُ بِكُلِّ مِرآةٍ تَرانِي |
| وَلَيسَ تُجنُّ مِن فَزَعٍ شَظَايا |
| وَكُلِّ قصيدةٍ ما أَسعَدَتني |
| بِجَزِّ ضَفيرَتَيها في عَزَايا |
| تَعَكَّرَتِ الدُّنى ... أَأٌلامُ وَحدي |
| بأنِّيَ لم أكنْ صافِي النَّوايا ؟؟ |
| فَبِالحُزنِِ المُعَتَّقِِ فِضتُ حَتّى |
| تَرَنَّحَ ما تَمَاسَكَ مِن حِجَايا |
| مُرِيبَ الخطوِ .. آفاقي ذهولٌ |
| أَمَاميَ يَستَرِيبُ بِهِ وَرَايا |
| أُلَملِمُ ما تَنَاثَرَ من طَريقي |
| على قَلَقٍ تَنوءُ بهِ خُطايا |
| أَزيدُ ظَمَاً إليكَ معَ الليالي |
| وَمَا لِيَ مَا أَبُلُّ بِهِ صَدَايا |
| وأبحثُ يائساً في كلِّ طَيفٍ |
| فترجعُ بالذي ذَهَبَتْ رُؤَايا |
| وَأَستُرُ دَمعتي حتّى إذا ما |
| خَلَوتُ بِها .. بَذَلتُ لَها دِمَايا |
| فَأبكي .. ثمَّ يُضرَبُ حينَ أبكي |
| بِعُرضِ الحائطِ المُصغِي بُكايَا |
| ذَكَرتُكَ غيرَ نَاسٍ .. تَعتَريني |
| ضياءً حينَ تُطبَقُ مُقلَتَايا |
| أراكَ بِكُلِّ طفلٍ ألتَقيهِ |
| وحين أشُمُّهُ تنبو المَزَايا |
| يُحدِّثُني فُطوري عنكَ صُبحاً |
| وَيَسأَلُ عن عَشاكَ مَساً عَشَايا |
| وتَسألُني العرائسُ عنكَ حتى |
| جَلَبتُ لها أُشاغِلُها هَدايا |
| أُعَلِّلُها بِعودِكَ .. مُستعيداً |
| بِها فُوضاكَ في كُلِّ الزّوايا |
| وَتَغفُو .. ثمَّ تَصحو .. ثُمَّ تَغفُو |
| بِآخِرِ ما لَدَيَّ مِنَ الحَكايا |
| تَأسَّنَتِ الحياةُ وراكَ .. وقتي |
| يَمُرُّ علَيَّ ساعاتٍ بَغايا |
| فَلمْ أدفِنْكَ أنت بُنَيَّ لكنْ |
| أنا المَيْتُ الذي دَفَنَت يَدَايا |
| فُجِعتُ وَمَا فُجِعتُ بِغيرِ رُوحي |
| تَذوبُ تَلَوِّياً بينَ الحَنَايَا |
| وَكُلِّ خَلِيَّةٍ آوَتكَ ثَكلَى |
| تَنُزُّ دَمَاً عليكَ مِنَ الخَلايا |
| فَوَا وَجَعَاهُ حينَ فُجِئتَ غَضَّاً |
| بِعِزرائيلَ دَكَّاكِ الرَّسَايا |
| قَليلٌ أَنْ أَشُقَّ عليكَ رُوحي |
| فَما مَعنى اعتذاريَ مِن رِدَايا |
| فَيَا أرضُ ابلَعِي رحماكِ مائي |
| جُذُوريَ في السماءِ بَدَتْ عَرَايا |
| أُحَاولُ أن أموتَ بغيرِ مَوتٍ |
| تَموتُ مَخافَةً منهُ البَرَايا |
| أَجُوبُ الّلا مَكَانَ به مكيناً |
| ويصدي اللازمانُ بِهِ غِنايا |
| إذا أنَا لَم يَسَعني الكونُ حَيّاً |
| أَقَبرٌ لا يَضِيقُ بِمُحتَوَايا؟ |