|
سفر الرحيل
|
نورة بنت سعد الأحمري
(1)
صباح الجمعة الثانية
من أيام الرحيل الثاني
اشتعل دمعي دعاء واستغفاراً
استمع للمقرئ {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}
ترقص دمعاتي وخلايا قلبي على وعد الرضا بالآية
انتظر إشارة السكينة
من إله الرحمة والهدوء
أتلو لروحك الدعاء
أغوص في لحظاتي
يحضرني دعاؤك الذي أشعل حياتي
أنار حتى صمتي الملون
بنور الوالدين ورضاهما
دون حجاب.
(2)
وكان غيابك
في مساء بارد
حط فيه صمت الشتاء الغريب
المتخفي خلف عباءة الحزن
لتنام هنااااااااك ضيفاً للرحمن
وتحت صلصال خرجنا منه
بعد أن قضيت أعواماً وكأنها لليلة
في مساء بارد
رحلت دون متاع إلا عملك الصالح
رحلت وخلفت حزناً عليك
وأرواح تبكي رحيل أب عظيم
(3)
ثم كان
أن تأتي صباحات أخرى
تشابكت فيها الصور
بارتشاف الحزن من نهر حياة لا تشبع
صورة الرحيل تغني
غادر العصفور ساحته الدنس
نحو فضاء أرحب
دون جزع.
(4)
وفي صباح الأحد الأول
شعرت بصوتٍ في جسدي
يغني لحن الرحيل
فبكته الجموع العائدة من رحلة العزاء
أنا وروحي وحزني
بعد ما ذاب القلب جفافاً
كالمومياء في كهف تطاير عظامها من البقاء عارية
وفقت دموعي كمولود لا تعرف الحراك
فوق أرض الرحيل
وحطت قدمي فوق أرض متعبة
كم وددت أن اُقبل الأرض
فبين أجزائها عظام أبي
في ماضي أيامي
أسير بقرع أقدامي على أرض يابسة
أما الآن أسير على أطراف أصابعي
أخشى عليك الانزعاج
فأنت بين أجزائها أبي.
(آية الرحيل)
وأخيراً
سقطت، فالحزن اليوم يزورني متحدياً لصمودي ورغم محاولتي الفرار إلا أنه أوثق قيده هذه المرة وشد أغلال مشاعري، لكنها تمردت وكابرت وفي النهاية تكسرت فأوجعني بكاؤها الطويل، سألتها أليس الجميع راحل، والقريب يبعد، الشعور ينفذ، القمر ما زال يغيب، والنور يختفي عاجزاً، أجابتني.. والحزن يُعلَنُ (قاتِلاً) وأنا مقتولة.
Noora436@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
