|
(رؤية... وحجر الزاوية)
|
سعادة مدير تحرير مجلة الجزيرة للشؤون الثقافية سلمه الله
لقد سرني هذا التفاعل الذي أبداه الكاتب القدير محمد الدبيسي بمقالة عنون لها (حول رؤية حجر العودة) لذا فإني أقول ما أجده واقعاً ملموساً عند الجميع.. فعلاً الشيخ الدكتور سلمان العودة يستحق المتابعة والانصات ولأننا في زمن كثر فيه التناقض والأقاويل وذهبت الحقيقة بلا رجعة وهضم الحقوق.
فقد أتحفنا في رمضان بحواره الهادف ورجاحة عقله وسعة اطلاعه وتقبله لجميع الآراء.. نحن في هذا الزمن نفتقد للحوار وللبرامج الحوارية الهادفة الهادئة.. نفتقد الحوار في حياتنا العامة والخاصة.. نفتقده في منازلنا ومع أصدقائنا.. نفتقد الحوار الموضوعي والمفيد.. الكل يعلم أن د. سلمان العودة شخصية مرموقة تجمع بين سلامة المنهج ووضوح الرؤيا واتساع الأفق، فهو بحر لا ساحل له يختلف عن غيره بأنه يعايش الواقع، يتميز بعقل مستنير يحكي روح العصر، يجيد أن يصنع من الليمون شراباً حلو المذاق، فلقد مر بسلسلة من الأحداث وخاض في كثير من الوقائع حتى اكتسب خبرة تجعل له قدرة فائقة في تحليل الأشياء تحليلاً يجمع بين العقلانية الدينية والمنطقية الفلسفية.
لقد فتح برنامج حجر الزاوية للشيخ العلامة د. سلمان العودة الكثير من الحوارات بين الناس، وهذا هو المطلوب في هذه الفترة؛ الحوار الديني الصحيح ومناقشة كل التفاصيل بعقلية القرن الواحد والعشرين وليس بعقلية الانغلاق ولا الانفتاح المطلق، نعم، يجب أن نتجاوب كلنا مع هذه الحوارات وندعمها سواء في البرامج المرئية والمسموعة أو في حياتنا العادية، لذا نقول: شكراً لك يا سلمان، فقد فتحت باباً للحوار سواء بيننا وبين أنفسنا أو مع من له حق علينا أو لنا.
د. سلمان العودة بدأ المشوار الذي كنا بحاجة إليه من زمن بعيد، وكما يقولون: وضع يده على الجرح، نعم نحن بحاجة إلى إنشاء فكر إسلامي قادر على قيادة نهضة حضارية إسلامية متوازنة، وقادرة على التعامل مع متغيرات الوقت والعصر الحاضر، ولكن يجب علينا ألا نقف ونمتدح البرنامج ونشيد به أو حتى نتحدث عنه، إذ لا بد من إكمال ما بدأ به فضيلة الشيخ سلمان.. وهذا نداء لكل من أدرك وفهم مبتغى د. سلمان لنبتدئ اليوم لأجل غد أفضل، ولكن الذي أريد أن أطرحه اليوم هو ألا يوجد في هذا العالم من يؤمنون بهذا الفكر.. أعلم أن المشوار طويل، وصعب وشاق، ولكن نريد عملاً جماعياً مؤسسياً متكاملاً لكي نستطيع ان نصبح (رقم) في أقل الأحوال ليس على الشمال بل على اليمين.. فشكر عميق ل MBC على دعمها لهذه الرسالة الهادفة وتبنيها البرنامج القيم المتوازن الهادف لكل مسلم، إذ إنه الركيزة في البناء، وحجر الزاوية نقطة التحول من اتجاه لآخر، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. وأسأل الله أن يكون في دروس الشيخ الفائدة المرجوة خصوصاً في مثل هذا الزمان الذي يوشك للمرء أن يذهب للقبر يتمرغ عليه، ويقول: ليتني مكانك ليس به شيء ولكن من الفتن وضعف الإيمان، وليعلم الكثير ممن كان تعليقه على أن البرنامج لا يحرر فلسطين ولا يفي بالغرض ليعلم الجميع أن الإسلام بدأ بالدعوة، دعوة خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما قويت شوكة الإسلام أمر النبي بالفتوحات، فهل ترون أن المسلمين اليوم جاهزون أم الأفضل إصلاح الأنفس وإصلاح العقائد قبل.
وفي الختام: أولاً سر كما أنت سائر يا شيخ وثابر فقليل هم الرجال في هذا الزمان لأن شباب هذا العصر هم سوبر ستار وستار أكاديمي وغيرهم من عاشقي الروايات والإيميلات.
سدد الله الخطى وبارك في الجهود والله من وراء القصد.
عبدالله سليمان العايد
- جدة
shabib22@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
