منصور الحازمي لـ« الثقافية »: لا يوجد لدينا مدارس أدبية بل صدى للتيارات الغربية
|
* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
يعد المبدع والناقد الادبي الكبير الدكتور منصور الحازمي من العلامات البارزة في مسيرة النهضة الابداعية السعودية والعربية بقيمته الفكرية واسهاماته المتعددة ا، والحازمي عضو فعال في العديد من المؤسسات واللجان والهيئات السياسية والنقابية وهو مشارك في العديد من المؤتمرات والندوات، كان عميدا لكلية الاداب بجامعة الملك سعود وكان عميدا أيضا لمركز الدراسات الجامعية للبنات وقدم للمكتبة العربية عدداً من الدراسات الادبية النقدية والقصة والشعر.
التقته (الجزيرة) في القاهرة على هامش تكريمه في صالون د.غازي عوض الله الثقافي العربي وكان هذا الحوار:
* للمبدعين الكبار ثمة محطات هامة في مشوارهم الأدبي والابداعي فهل لنا ان نتوقف بداية عند هذه المحطات لديكم؟
- أنا رجل اكاديمي في المقام الاول وليس لدي محطات ادبية أو ابداعية وهذا هو حال الأكاديميين الآخرين أو معظمهم على الأقل وكثيراً ما شجعتني هذه الاكاديمية على الابداع وقد وصف القدماء شعر العلماء بالبرودة والجفاف.
***
البحث عن الواقع
* وما هي ابرز المؤثرات في تشكيل وجدانكم الادبي؟
- هناك مؤثرات شخصية ومؤثرات وجدانية ومؤثرات عامة تمس المجتمع المحلي والمجتمع العربي والعالم بأجمعه فالمؤثرات كثيرة ومتنوعة والانسان يستفيد ولا شك من قراءاته ومشاهداته وأسفاره وتجاربه وقد كتبت أنا عن بعض ما مر بي خلال هذه الرحلة الطويلة وقد قضيت أربع سنوات في القاهرة طالبا بكلية الآداب جامعة القاهرة وقضيت ست سنوات في لندن طالبا للماجستير والدكتوراه بجامعة لندن ولكنني كتبت ايضا عن تلك الحارة القديمة التي قضيت فيها طفولتي في مكة المكرمة وهي قطعة سردية سيرية فيها الكثير من الذكريات والتراث الشعبي وسميتها (دملة حرب) والدملة هي (الحارة) أو (الحي) أما حرب فهو اسم لقبيلة معروفة أنتمي إليها وقد نشرتها في كتابي في البحث عن الواقع سنة 1984 وأعجب بها الكثيرون ثم ترجمت مؤخرا ضمن مجموعة من السير القصيرة لبعض ادباء بلدان الشرق الاوسط وظهرت في كتاب اصدرته جامعة تكساس بعنوان Remembering Childhood in Middle East
* يلاحظ في اشعاركم المزج بين مدارس ادبية او اتجاهات كلاسيكية وحديثة ما مدى صحة ذلك؟
- قد يكون ذلك صحيحا ولا تنسى انني من جيل الخمسينات والستينات حين كانت دعوات التجديد على أشدها في العالم العربي ولا سيما شعر التفعيلة الذي كانت تتزعمه آنذاك نازك الملائكة والسياب وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وغيرهم في المشرق العربي ولكن الشعر يظل هو الشعر سواء كتب على الطريقة القديمة أو كتب على أحدث التيارات الغربية المستوردة.
***
الأدب السعودي
* وكيف تنظرون إلى ثنائية الاصالة والمعاصرة؟
- ولم لا! فالانسان يجمع بطبيعته بين الاصالة والمعاصرة اذا كانت الاصالة ترجع إلى الاصل او الاصول اى الجذور القديمة والمعاصرة تعني الواقع الحديث والتأثر بمختلف انماط الحياة المعاصرة.
* كيف ترون الواقع الادبي في المملكة؟
- أرى أنه واقع ثري ويدعو إلى التفاؤل وهو يجمع بين الاصالة من الشعراء والروائيين وكتاب القصة القصيرة والمقالة وعسى ان يتحقق حلم المسرح القديم الذي دعا اليه المرحوم احمد السباعي قبل أكثر من نصف قرن.
* ما هو تقييمكم للمدارس الادبية هناك وهل يوجد تنازع بينهم ام تجانس وتناغم؟
- ليس لدينا في المملكة ولا في اي بلد عربي آخر مدارس أدبية لان هذه المدارس لا توجد الا في أماكنها الحقيقية التي انتجتها وغذتها بتقاليدها وثقافتها أعني أوربا وأمريكا أما ما يوجد لدينا فهو مجرد صدى لتلك التيارات والمدارس ولا عيب في التأثر بالاخرين ولكن العيب في الادعاء والكذب والغرور.
* كيف ترون دور المثقف العربي وسط التحديات الموجودة على الساحة الآن؟
- التحديات موجودة منذ زمن بعيد منذ بدايات القرن التاسع عشر بل منذ ان طرد العرب من الاندلس ومنذ نهضة أوربا في القرن الرابع عشر فماذا فعلنا منذ ذلك التاريخ حتى الآن؟ والمثقف مغلوب على أمره في عالمنا العربي وعلى مر العصور لا يملك من أمره شيئا فلعل هذه الديمقراطية التي يدعو اليها بوش ويؤيدها شارون تعيد إلى مثقفنا المسكين شيئا من الثقه في نفسه وتحثه على الفعل.
* كيف نحافظ على هويتنا العربية والإسلامية في ظل الحديث عن العولمة؟
- الحديث عن العولمة لايكفي بل لابد من صناعتها هنا في بلادنا كما فعلتها الصين والهند وبلدان أخرى فأين نحن من هذا العالم وذلك حديث طويل .
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|