تأملات في قضايا معاصرة تأليف : عبدالعزيز عثمان التويجري / القاهرة : دار الشروق، 2002م.
|
يتناول الكتاب عددا من القضايا الفكرية والثقافية التي تهم المجتمعات الإسلامية المعاصرة، والتي لها تأثير على شتى جوانب الحياة الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي، وقد تناولها المؤلف على النحو التالي :
(1) العولمة والحياة الثقافية في العالم الإسلامي:
بين فيه مفهوم العولمة، ومجالاتها المتعددة، خاصة العولمة الثقافية المدعومة دعما محكما بالنفوذ السياسي والاقتصادي، ودور العالم الإسلامي في مواجهة العولمة بقدراتها الاستثنائية على التغلغل والتأثير. مشيرا إلى أهمية الضبط المنهجي الذي يجعلنا نتحكم في العولمة بأقصى ما نستطيع من قدرات، وبذلك نسلك طريقنا إلى الاستفادة من العولمة على النحو الذي يدفعنا إلى الإسهام في الحضارة الإنسانية الجديدة من موقعنا الثقافي المتميز، و بخلفيتنا التاريخية وبهويتنا الحضارية المتفردة، حيث إن المواجهة المطلوبة لآثار هذه العولمة، لابد أن تكون قائمة على أسس قوية، ومستندة إلى مبادئ سليمة.
(2) مفهوم التنوير في التصور الإسلامي: تعرض فيه لمسألة التنوير في اللغة والاصطلاح مشيرا إلى السياق التاريخي الذي أدى إلى ظهور فلسفة التنوير في أوربا، وقد وضح المؤلف المفهوم الإسلامي للتنوير والذي يقوم على قاعدة راسخة من الإيمان والعلم، مشيرا إلى أن التنوير الإسلامي هو حركة إحياء إسلامي في الاتجاه الذي يحقق المقاصد العليا للإسلام.
(3) حقوق الإنسان في التعاليم الإسلامية:
حاول فيه تحديد معالم الموقف الإسلامي الصحيح من قضية حقوق الإنسان، مؤكدا أن الإسلام كان سباقا إلى الإقرار بحقوق الإنسان بمفاهيمها الواسعة، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، وبضماناتها الكاملة الملزمة منذ خمسة عشر قرنا، وفضلا عن ذلك فقد كفل الإسلام للإنسان حماية شخصيته بشقيها المادي والروحي، كما وازن بين مصلحة الفرد في صياغة حقوقه الأساسية، وبين مصلحة الجماعة في التجريم والعقاب.
(4) التربية السياسية في الإسلام. تناول فيه مبادئ التربية السياسية في الإسلام و مرتكزاتها، مقدما لها بتعريف السياسة في المفهوم الإسلامي وفي المصادر المعاصرة، حيث تنبع التربية السياسية في الإسلام من العقيدة الإسلامية، ومن مبادئ الإسلام وأصوله، ومن أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها، ثم ذكر المؤلف المبادئ التي تقوم عليها النظرية السياسية في الإسلام بوجه عام ، ثم قدم المؤلف شهادات لطائفة من علماء الغرب تؤكد جميعها على أن الإسلام دين ودولة، وأنهى الفصل بعرض لخصائص المجتمع الإسلامي، وأسس المساواة والعدل الاجتماعي التي قررها، مع بيان موقفه من الغلو والتطرف اجتماعيا وسياسيا.
(5) الحوار الإسلامي الإسلامي
أكد فيه أن الحوار الإسلامي أصبح ضرورة ملحة تفرضها التحديات الدولية الحالية، من أجل اكتساب أسباب القوة والمناعة والقدرة على النهوض بأعباء البناء الحضاري الشامل، في ظل السلام الاجتماعي والاستقرار السياسي والتفاهم الثقافي والتعاون الاقتصادي.و من هذا المنطلق بين المؤلف أهمية الحوار و شروطه وأبعاده، و المنطلقات التي يجب أن ينطلق منها، وقد بين المؤلف مجالات الاختلاف بين المسلمين والأسباب المؤدية إليه، والتي حصرها في ثلاثة مجالات هي المجال الفقهي والمذهبي والمجال الثقافي والفكري و المجال السياسي.
وفي ختام هذا المبحث عرض المؤلف لتحديات العصر التي تواجه الأمة الإسلامية والتي عد منها التحديات الثقافية والتحديات العلمية والتقنية والتحديات الاقتصادية والتحديات الحضارية.
(6) الدور الحضاري للأمة الإسلامية في عالم الغد:
بين المؤلف السبل التي يجب على الأمة الإسلامية أن تنتهجها للقيام بالدور الحضاري اللائق بها. وقد دعا إلى تقوية الحضور الإسلامي على الساحة الدولية باعتباره شرطا رئيسا من شروط التأهيل للقيام بالدور الحضاري في المستقبل، من خلال تقوية جهاز المناعة الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية في الكيان الإسلامي.
(7) الإيسيسكو والمشروع الثقافي الإسلامي:
قدم فيه الرؤية الحضارية والثقافية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والتي تتبلور في مشروع ثقافي عربي إسلامي شامل يستوعب المفاهيم العميقة للثقافة، وينتشر في الميادين الواسعة للعمل الثقافي لتحقيق التنمية الثقافية، والتخطيط لمستقبل الثقافة في العالم الإسلامي، وقد تعرض المؤلف لبيان أبعاد هذا المشروع.
(8) ملامح من المستقبل العلمي للعالم الإسلامي:
بين فيه أهداف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والإنجازات التي حققتها، والمجالات الكبرى التي تعمل فيها. وقد أشار المؤلف إلى خطورة الوضع التعليمي العام على صعيد العالم الإسلامي من ارتفاع معدلات الأمية و ضعف الاهتمام بالبحث العلمي في جميع حقول العلم وعلى مختلف المستويات.
(9) كيف يواجه العالم التحديات العلمية في عصر العولمة؟ تعرض فيه لبيان المنطلقات التي يدخل منها المسلمون إلى القرن الحادي والعشرين، الذي تؤكد كل المؤشرات أنه سيكون قرن العلم بامتياز، وقد دعا فيه إلى الارتقاء بمستوى التعليم في العالم الإسلامي وتجديد آليات العمل المشترك حتى تتلاءم مع متطلبات مواجهة التحدي العلمي الذي يحاصر العالم الإسلامي في ظل الوسائل الحالية التي لا تجدي ولا تؤثر ولا تؤدي إلى النتائج.
(10) تطور الخبرات الثقافية في العالم الإسلامي خلال القرن:
عرض فيه لمفهوم الخبرات الثقافية، والوضع الثقافي في العالم الإسلامي في مطلع القرن العشرين، والتطور الذي لحق بالحياة الثقافية في هذا القرن ومظاهرها، مع الإشارة إلى الخبرات الثقافية المتراكمة ومدى الاستفادة منها، مؤكداً ضرورة الاستفادة من هذه الخبرات لإعادة البناء الثقافي في العالم الإسلامي في شتى المجالات.
(11) التعاون الدولي الديني لمواجهة تحديات البيئة:
تعرض لمعالجة مختلف الجوانب المتعلقة بالتعاون الدولي الديني لمواجهة تحديات البيئة، وذلك من خلال خمسة محاور هي عالمية الإسلام، والتعاون الإنساني، والبيئة في الرؤية الإسلامية و طبيعة المشكلات البيئية وحجمها والحوار الديني باعتباره قاعدة ومنطلقاً للتعاون الدولي في مجال حماية البيئة.
(12) الجوانب السياسية للحوار بين الحضارات من منظور إسلامي:
أكد فيه أن الحوار بين الحضارات ليس ضرورة وواجب فحسب، ولكنه أصل من أصول التاريخ الإنساني، إذ لا تقوم حضارة إلا بالحوار مع حضارة أخرى أو مع عدة حضارات وبعد أن بيّن أصل ومنشأ الحوار تعرض لبيان جوانب الحوار المتعددة مع التفصيل بعض الشيء للجانب السياسي في ظل الوضع الدولي الحالي الواقع تحت ضغوط السياسات غير الحضارية.
(13) الدراسات المستقبلية في مجال تطوير المؤسسات الإسلامية: أهميتها وفائدتها:
ألقى فيه نظرة على المؤسسات الإسلامية القائمة في محاولة للتعرف على واقعها ولفهم آليات عملها؛ ليخلص عبر ذلك إلى إبراز أهمية الدراسات المستقبلية في مجال تطوير هذه المؤسسات، مؤكداً وجوب القيام بدراسات مستقبلية على أسس علمية من أجل تطوير المؤسسات الإسلامية على النحو الذي يرقى بها أداء وإنجازا وتأثيرا في المحيط الذي تعمل فيه، وفي المجتمعات التي تتوجه إليها بالخطاب.يقع الكتاب في «207» صفحات من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|