سطور أين الكتاب في يوم الكتاب العالمي؟! فوزية محمد الجلال
|
احتفل العالم قبل أيام ب«اليوم العالمي للكتاب»، وهو احتفال سنوي اختارته اليونسكو عبر مؤتمرها العام الذي عقد في باريس 1995م، والذي قرر باجماع الدول الأعضاء أنه:«بالنظر الى ان كل اسهام في تنشيط الكتاب هو عامل اغناء ثقافي وتنوير للرأي العام بقيمة التراث الانساني، فإن المؤتمر العام يعلن «اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف» في 23/إبريل «نيسان» من كل عام، وهو تاريخ يوافق ذكرى مولد أو وفاة عدد من أعلام الفكر والأدب، ويطلب اعتماد هذه الصيغة على نطاق دولي..» وهو لاشك تكريم للكتاب وللمؤلفين وإن تأخر تفعيله قليلاً، ومنذ عام 1996م والدول على اختلاف لغاتها وثقافاتها، تقيم بهذه المناسبة عشرات الفعاليات والبرامج والأنشطة، لعل أبرزها معارض الكتب التي تطوف العالم عبر مراكز رئيسية سنوية مثل فرانكفورت وتونس وبيروت وأبوظبي والقاهرة. ومن الأخبار الطريفة على هامش هذا اليوم أن أربعين كاتباً ألمانياً سجلوا رقماً قياسيا عالميا حيث قاموا بتأليف وكتابة وطباعة كتاب في 12 ساعة! وطرحوه فعلا للقراءة في عدد من المدن الألمانية تزامناً مع يوم 23/ إبريل (يوم الكتاب العالمي) وخبر آخر يقول: احتفلت مؤسسة «ستيفتونج ليسين لتشجيع القراءة» نعم «لتشجيع القراءة» هذا هو اسمها، وليس للنشر والتوزيع! بنشر أكبر رواية بوليسية للأطفال في العالم بمناسبة يوم الكتاب العالمي أيضاً، وضع فيها (1700) طفل نهايات مختلفة لنفس الرواية! هذه نماذج من أخبارهم «الطريفة» فماذا يفعلون عندما يكونون جادين! أما ماذا عن أخبارنا؟! فما زالت القراءة والدعوة اليها يشكوان الاهمال والنأي، وما زلنا كما الأمس نردد أننا «أمة لا تقرأ»، وفاتنا ان اليوم ليس كالأمس، وان الكتاب لم يعد هو الوسيط الوحيد في الساحة، فنحن نخطو بل نهرول شئنا أم لم نشأ نحو عالم التقنية وثورة الاتصالات التي طالت حياتنا بكامل تفاصيلها، بل علينا الاعتراف بأن التقدم التكنولوجي هذا المارد الذي أصاب العالم بالدوار، قد ساهم بشكل أساسي في تشجيع الانصراف عن الكتاب والقراءة لدى شريحة عريضة من الشباب التي اتجهت بقوة الى الوسائط التقنية الجديدة بكل ما فيها من خليط مخيف من المعرفة وضدها. وظهور الوسائط المنافسة لا يعني أبداً الغاء الكتاب، فهي تجارب يرعى المستفيدون عوامل نجاحها بتنويع كيفية وأساليب الجذب السمعية والبصرية ما استطاعوا، ما نود تأكيده ان هذه التقنيات المتسارعة، ساعدت فعلاً في توسيع وتطوير مجالات الاختيار، وربما نافست وعلى الأرجح زاحمت الكتاب، لكنها لم تنجح مطلقا في الالغاء أو الازاحة، فرغم ما حققه النشر الالكتروني من اقبال، إلا ان الكتاب ظل هو المستهدف من الشريحة الثلاثينية فما فوق، لاعتبارات عديدة لعل منها المتعة النفسية التي يحققها الاعتياد، وتلك العلاقة الحميمة التي تربط الانسان بالكتاب منذ الأزل. ثم ان تعدد الخيارات، صيغة مشروعة وجدت منذ وجد المنافس، فالراديو والتلفزيون والسينما والمسرح، جميعها وغيرها خيارات ثقافية ما زالت تتألق وما زال لكل مريدوه، وأكاد أجزم ان التقنيات الالكترونية وفي مقدمتها الانترنت، لن تكون بمنأى عن هذا التعايش. ولعل ما يمكن قوله على هامش «يوم الكتاب العالمي» هو محاولة ارساء قاعدة ثقافية تعتمد القراءة سلوكا يوميا، أيا كان شكل الوسيط، والالتفات فعلا الى فئة الشباب ما بين 1220 عاماً، بتطوير الحوافز المادية والمعنوية لجذبهم الى القراءة وتمكينهم من ادراك أهمية اعتيادها. ولن يتم ذلك دون مجهود مؤسسي منظم يجعل من شعار «القراءة للجميع» أو «لماذا نقرأ» أو «ماذا نقرأ» منهجاً علميا يؤصل للقراءة، ويكرس أهدافها.
fjallal@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|