مطالعات عبير البكر تستعير شعر ليلى: المجموعة وعاء للمعاني الموسومة دائما بالخيال الحالم عبدالحفيظ الشمري
|
إشارة:
* «من يقص شعر ليلى..؟»
* قصص قصيرة
* عبير عبد الرحمن البكر
* الطبعة الاولى الرياض 1424هـ 2003م
«من يقص شعر ليلى..؟» مجموعة قصصية جديدة للكاتبة عبير البكر رسمت فيها ملامح الانسان المنهك من عناء المكابدة اليومية.. تلك التي تبدأ من اول يوم في الحياة على هيئة صرخة مرعبة اولى لتتواصل هذه الارهاصات على نحو ما قدمته الكاتبة في القصة التي تحمل اسم المجموعة حتى نرى قدرتها وبراعتها على تصوير الذات الانسانية ممثلة بالرمز «ليلى» حينما اسرت لصديقتها «ديمة» بذلك البوح اللاعج لحظة ان شعرت بحجم هذا الفراغ الهائل الذي تركه رحيل امها.
«عبير» تقف بين «ليلى» و«ديمة» لتروي في هدأة الشجن والالم تلك التفاصيل الدقيقة عن كيفية موت اعز مخلوق على وجه هذه البسيطة.. تلك الآلام التي لا يعوض غيابها احد على الاطلاق.
قصص المجموعة تدور حول هذا المفهوم الاستنطاقي لمآل العلاقات الانسانية، ولاسيما «الاسرية» اذ تصور الكاتبة عبير عدداً من المواقف التي لا تخرج دائما عن الواقع كما في قصة «مستقبل فوق جمر التعب» التي جاءت على هيئة قطب آخر للمعادلة، فالام الذي وصفتها من الواقع الاجتماعي في قصة «من يقص شعر ليلى؟» يظهر لها معادل موضوعي آخر يتلخص بقضية غياب الأب في وقت تختلف فيه الصور وتتباين الرؤى لنلتقط في النهاية الهدف من طرق هذه القضايا.
الكاتبة عبير البكر استخدمت تقنية السرد المباشر رغبة منها تجسيد حالة الواقع الاجتماعي الواضح في وقت حاولت فيه تبسيط الاحداث وعرضها بطريقة حوارية تقدم الحلول في آخر كل نص من نصوص المجموعة.
«عبير البكر» ومن خلال هذه المجموعة القصصية الجديدة قطفت لنا اضمامة سردية ملونة تداخلت فيها صور الحلم والحب والاخلاص، والتضحية.. حتى اصبحت هذه النصوص واطارا عاما لخطابات حياتية اسهمت انسانية الكاتبة في اقتناصها في مشاهد سردية لتكون في هذا السياق التفصيلي رحلة الشخوص الذين لا يكفون عن ترديد لواعجهم وشرح معاناتهم .. فالكاتبة «البكر» منحتهم فرصة البوح وتسجيل الشهادة تلو الاخرى ضد الواقع او معه في خطوة نحو المتعة والفائدة.
لم تخل النصوص من عبارات الشعر التي درجت عليها الكاتبة حتى اصبحت القصص رؤى تحمل في طياتها المعاني الشعرية الفاتنة .. رغبة منها تسجيل عناصر جمالية تخفف وقع الاحداث الجسام على هؤلاء الشخوص المعاندين لدروب المتاهة.. تلك التي تصورهم احداث القصص وكأنهم نماذج لابد من قبولها على هذا النحو الاستنطاقي الخالص.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|