المثقفون.. ووزارتهم الجديدة!
|
تفاءل المبدعون على اختلاف توجهاتهم وتباين مواهبهم باستحداث وزارة جديدة اسمها «وزارة الثقافة والإعلام» غير أني أرى عدم الإفراط في هذا
التفاؤل حتى لا يُعمي أصحابه عن التعامل الواقعي والجدي مع الوزارة الجديدة.
بمعنى آخر، فإن استحداث وزارة مستقلة مختصة بشؤون الثقافة وشجونها ليس معناه أن كل السلبيات التي اشتكى منها المثقفون.. وكتبوا عنها كثيراً سوف
تختفي وتتلاشى إلى الأبد.. طالما المثقفون أنفسهم يجترون سلبياتهم الكثيرة.. التي تبطئ عملية النهوض بالثقافة في مستقبلها المأمول.
فالشللية مشكلة يصنعها المثقف بذاته.. ولا يمكن أن تصنعها الثقافة أو تحرض عليها.. لهذا فمن المفروض على كل مثقف في الوقت الحاضر ومع بداية
عمل الوزارة المذكورة أن يتخلى عن انتماءاته الفكرية التي كثيراً ما تصحبها أخلاق تتنافى وقيم أو مبادئ المثقف الحر.. كالمجاملات الزائفة.. والتلميع
الإعلامي.. والاحتفاء بالاسم والشكل لا الموضوع والمضمون.. وتبادل الأدوار مع الأقربين ونفي الآخرين لمجرد أنهم ليسوا شلليين!
ومن المشاكل ذات العلاقة اللصيقة بالمثقف استغلال المنصب الوظيفي لتحقيق أهداف وبلوغ غايات لا علاقة لها بالثقافة لا من قريب ولا من بعيد.. حدث
هذا من قبل بعض المتطفلين على موائد الثقافة في بعض المؤسسات الثقافية في سنين ماضية.. وقد آن الأوان لوقف هذا التلاعب والهدر الكبيرين.. خصوصاً
أن وزارة الثقافة والإعلام ستكون حقاً مشاعاً للجميع.. وبقدر العطاء الإبداعي سينال المثقف حقوقه المادية والمعنوية دون زيادة أو نقصان..
كما أن المبدعين الصغار والمثقفين الناشئة عانوا كثيراً لإثبات وجودهم وتحقيق آمالهم.. بل إن البعض جوبه بالرفض والإبعاد من قبل مثقفين كبار نصبوا
أنفسهم أوصياء على العقول.. فكانت النتيجة انعزال هؤلاء الناشئة وانطواؤهم على ذواتهم.. ولا أظن الوزارة الجديدة برئاسة الوزير المتمكن فؤاد فارسي
إلا ستفتح أبوابها لهؤلاء الفتية المبدعة للمشاركة الفعالة والمؤثرة في رسم ملامح ثقافة وطن كبير وأمة عظيمة لنقل صورتها الزاهية خارج الحدود قبل
ترسيخها محلياً.
آمل أن يتحرر المثقفون من الخوف والتردد وأن يثبتوا لأولي الأمر أنهم جديرون فعلاً بهذه الوزارة الناشئة.. أقصد وزارة الثقافة والإعلام.
بدر عمر المطيري
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|