وعشت في حياتهم عبد الله الماجد
|
إذا لم يتح لك أن تلتقي «عبد الكريم الجهيمان» فحاول أن تفعل ذلك، وأن تعيش في حياته، فستجده ذلك «الطائر الأسطوري» تفتح راحتيك كأنك تدعوه، فيحط بين راحتيك، ثم ينطلق محلقاً في الآفاق، ولأنك لا تزال تفتح كفيك، من الدهشة، فإذا به يؤوب مرة أخرى، تحتضنه يداك، فتضمه إلى صدرك، حينئذ يتكشف لك ذلك المدى اللامتناهي عن جدلية الحركية الإنسانية التي لا حدود لها، نهر بطول الزمن الإنساني، وصوت فاعل لا تجد له مثيلاً إلا في حركة المطر حينما يهمي ويهطل، وفي تدفق النهر حيث يؤول إلى مصبه المعلوم، وفي اضطراب البحر عندما يحتضن شواطئه، وفي نبات الصحراء حينما يورق. تاريخ صفحاته لم تطو، ولم تكتمل من عذوبتها، وثغر لم تكتمل ابتسامته إلا مع اكتمال حياة البشر، نخله «يخرفها الخراف في كل المواسم» فيء دائم مثل كنيته، مجموعة من القيم الإنسانية، تتسابق وتتدافع، حتى تستقر في شخص واحد. كما يؤوب النحل إلى خلاياه، فينهمر رحيقها عسلاً يفيض ويفيض حتى تضيق به خلاياه، فيشبع الناس. إذا اختصرت تلك المعاني كلها في اسم شخص واحد هو «عبد الكريم الجهيمان» فإنها تتضاءل وتتبعثر، بحثاً عن قاموس لم يكتبه كاتب، فلا تزال مفرداته، يؤلفها ويصنع معانيها، إنسان بوهج الحياة المتجددة التي لا تنتهي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|