|
خطوة جيدة
|
أتطلع لأن تكون الثقافة جزْءاً أصيلاً من حياة أفراد المجتمع، وهذا يتطلّب مساحة من الحريّة المنضبطة، ونعدّد الرؤي الفكرية، فلا يمكن للثقافة ان تنشأ في ظلال أحادية الرأي والتعصب والتشدّد، ولهذا فإنني بقدر ما أسعدني إنشاء وزارة للثقافة والإعلام، وهي خطوة حضارية وإدارية هامة، إلا أنني متيقن أنه من دون تعاون المؤسسات الأخرى المعنية بالفكر وتأسيسه فإن جرعة الثقافة سوف تكون مقيّدة ومكبّلة.
أما عن سؤال «الثقافية» عن المعوقات ..؟
فالمعوقات كثيرة وفي مقدّمتها الاعتداد بالرأي الواحد، وفرضه على الناس فرضاً، وغياب مساحة التسامح التي إن وجدت فإنها بلا شك سوف تؤدي إلى تجاور التيارات الثقافية والفكرية والأدبية وتلاقحها وتآزرها في إيجاد مناخ فكري يلائم الواقع ويستشرف آفاق المستقبل، وتزدهر في رحابه كثير من فنون الأدب الرفيع الذي عرفت به الثقافة العربية والإسلامية واستطاعت خلاله التأثير في الثقافات الأخرى في العصر الوسيط حتى وصل هذا التأثير إلى الجزيرة البريطانية من خلال تأثر «شاعر اللغة الإنجليزية المهذّب جيفري تشوسر.
وبلا شك فان جمع شتات المؤسسات ذات الصلة بالثقافة والفكر تحت مظلة واحدة أمر كان يفترض حدوثه منذ زمن، وهي خطوة جيدة توضّح ذلك الترابط الشديد بين هذه المؤسسات وما يمكن ان تؤديه في نشر الوعي والثقافة الصحيحة والوسطية والمعتدلة إلا أن الأمر يحتاج إلى جهد إداري خارق، وكفاءات قادرة على أن تجعل من هذا الجمع لهذا الكمّ المتناثر من المؤسسات عاملاً إيجابياً يبتعد عن البيروقراطية الإدارية وينأى بالأمر عن المعوّقات.
د. عاصم حمدان
أستاذ الأدب المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
