وميض الإعلام التشكيلي عبد الرحمن السليمان
|
مع كل الاهتمام والنشاط التشكيلي البارز والموزع بين مدن ومناطق المملكة إلا ان الإعلام لم يزل بعيدا وقاصرا في بعض جوانبه من متابعة الفعاليات التشكيلية التي تشهدها البلاد وأخص التلفزيون والإذاعة مع كثرة الفضائيات التي تدعي الاهتمام بالإبداع.
فاجأني الأخ احمد الغنام عندما طلب مني المشاركة بكتابة زاوية في مجلة جديدة ستصدر قريباً، يديرها تعنى بالفن التشكيلي في أكثر من وجهة وعلاقة. الواقع أننا نستبشر بأي اهتمام إعلامي ينطلق مهتما بفنون التشكيل في وقت اصبحت الثقافة والفنون الصورة الأكثر نقاء للتعبير ومخاطبة العالم اجمع، وارى ان الانشطة الثقافية التي تمثلنا في الخارج تحقق الكثير من الأهداف التي تعبر عن فكرنا ووعينا واندماجنا مع متغيرات العالم.
وجد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية ومنذ أواخر الثمانينيات الهجرية اهتماما بدأ بترجمة وتحرير الفنان عبدالجبار اليحيا مادة تشكيلية لفترة محدودة نشرتها صحيفة المدينة المنورة، لكن أواخر السبعينيات شهدت اهتماما اوسع عندما خصصت صحيفة اليوم بالمنطقة الشرقية صفحة للفن التشكيلي ضمن ملحق ثقافي هو (المربد)، تنامى الاهتمام في الصحافة المحلية لتخصص الصحف محررين مختصين بعضهم اشرف على صفحات منتظمة وآخرون استكتبتهم لهذا الخصوص، كانت الثمانينيات مزدهرة بالرياض والجزيرة واليوم تلتها فيما بعد معظم الصحف المحلية (عكاظ والمدينة المنورة والندوة) وهو ما لم يتحقق في الصحف العربية التي كان الفن التشكيلي جزءا من متابعة محلية او من صفحة فنية او ثقافية واعتقد ان كل مسؤول في الصحافة المحلية قام بدور تجاه الساحة التشكيلية المحلية وبالتالي كان ان تحقق تشجيع كبير وتنمية صحفية تشكيلية واضحة تنعكس على النشاط الفني الذي كان مكثفا واهتمت به العديد من الجهات بجانب القنوات الرسمية. ظهرت معه مسابقات (ملون السعودية، والسفير، والجنادرية، وباحة الفنون) وغيرها. المجلات المتخصصة التي شهدتها الساحة لم يستقر لها حال فمن مجلة (فن) التي أصدرتها (روشان) للفنون الجميلة بجدة وسط الثمانينيات الى مجلة التربية الفنية التي اصدرتها مجموعة من الفنانين التشكيليين ورجال التربية الفنية الذين كانوا يواصلون دراساتهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وقاموا حينها بإنشاء الجمعية العربية السعودية للتربية الفنية. ثم العدد الوحيد الذي أصدرته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون باسم (الفن التشكيلي)، وليس أخيراً مجلة فنون شرقية التي اصدرها من بيروت السيد فهد الصباغ وعيّن الناقد عمران القيسي رئيساً لتحريرها، كل هذه المجلات توقفت بعد اعداد قليلة جدا باستثناء فنون شرقية التي لم تزل تواصل طموح المتابعة والسبب ربما يكون العائد الذي كان الناشر يضعه في اعتباره، أما الساحة فربما لم تشجع على استمرار مثل هذه المطبوعات لأن الاقبال قد يكون محدودا وعلى فئة من التشكيليين الذين يبحث بعضهم عما يخصه او يعنيه في هذه المجلات او في غيرها، والواقع ان هذا ما لمسته من خلال تجربتي في الصحافة التشكيلية والتي تزيد على العشرين عاماً. أما السؤال الذي يمكن ان نطرحه على مجلتنا الوليدة: الى اين ستتوجه ولمن وما الذي ستجده من دعم من كل الأطراف ابتداء بوزارة الثقافة والإعلام فالمؤسسات والدوائر ذات العلاقة فالفنانين التشكيليين والمثقفين عامة؟ ثم ما الذي ستفاجئنا به؟ هل هو ذاك الذي نسعى ان يقدمنا للعالم العربي على الأقل ام أنها ستكون صورة مما سبق؟ أتمنى ان تجد هذه المجلة مكانتها في الساحة بمضمونها الجديد وعلاقتها الحميمة بالقارئ الباحث عن معلومة جديدة وإضافة تفتح له بابا مع عالم اللوحة او المنحوتة او العمل الفني عامة وان تكون حقيقة تكرس للجيد وتسعى للإبداع الحقيقي الصادق وان تبتعد عن دواعي التشجيع الموهوم خاصة لاولئك الانصاف والأرباع والمدّعين الذين تزداد أعدادهم في كل محفل، خاصة مع زيادة منتديات الإنترنت والمعارض المدفوعة بالمادة وليس بالمستوى الفني، بالتالي فالمطلوب هو جدية وصدق وثقة في ساحة لا ينقصها المبدعون بقدر نقصها من يدعمهم ويميز ويثق في عطاءاتهم وإبداعاتهم.
aalsoliman@hotmail
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|