تعقيباً على (سعفة)
أيها المثقفون: اقتربوا من الناس!
|
.. في العدد 112 من المجلة الثقافية طرح الأستاذ أحمد سعفة مقالاً يطالب فيه بقناة ثقافية (بحتة) وهذا النداء سبق أن وجهه عدد من المثقفين والأدباء لوزارة الثقافة الإعلام وزادت المطالبات بعد انطلاق القناة الرياضية وأختها الإخبارية.
ولا أعلم حقيقة ما الذي يريده من أخذ بهذا الرأي، هل يريدون عزلة للثقافة تُضاف لما هي عليه الآن؟!
التعامل مع الثقافة والأدب يختلف عن التعامل مع الرياضة أو الأخبار كونها أعني الثقافة ضرورة اجتماعية من الخطأ الابتعاد بها عن التناول اليومي، أدبنا يعيش سجناً انفرادياً في فكر مثقفينا فهم على الدوام مبتعدون عن الواقع أو أنهم رضوا بإبعادهم وراق لهم ذلك الإقصاء الذي يمارس ضدهم، فالقناة الفضائية إن رضيت بتقديم برنامج أدبي اختارت له فترات الركود والصحيفة ترى أنها بلغت كرم حاتم إن منحتهم صفحة ليومين أو ثلاث خلال الأسبوع والنادي الرياضي (يعلّقهم) على بوابته بكلمة ثقافي (كتكريم) للثقافة (بروح) رياضية!
فكان أن رضي الأدباء والمثقفون بهذا الإقصاء وهربوا للصالونات والأندية الأدبية والتي لا يدعون لها إلا الخاصة منهم.
ما المانع من إقامة نشاطهم في أماكن عامة كمسارح الأندية الرياضية والمدارس والمستشفيات والجامعات وكم أتمنى أو (أحلم) أن يكون في الأسواق الكبيرة مسارح تُلقى فيها المحاضرات والندوات بمختلف أشكالها، على سبيل المثال لو أردنا إقامة لقاء للتوعية بخطر المخدرات أو التدخين فما المكان الذي يوفر لنا العدد والتنوع من الحضور؟
لاشك أن الأمنية (الحلم) أعلاه يوفر ذلك.
بالنسبة للقناة الثقافية فمن المفروض أن يطالب المثقفين بزيادة البرامج الأدبية والثقافية وفي أوقات الذروة وأن يحاولوا إيجاد الطرق الأسهل للوصول إلى المتلقي العادي فأهل الغناء طوروا من أساليبهم في الانتشار فكان الفيديو كليب والتصويت للأغاني وبرامج مسابقات جميع أسئلتها عن الغناء وأهله وبرامج المنافسة للوصول إلى الشهرة وهلم (...)!
شاهدت مسرحية من إنتاج جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة تحكي قصة معاناة أحمد السباعي رحمه الله في إنشاء مسرح سعودي فقدمت للحضور المتنوع الشرائح ما لا تستطيع تقديمه ندوة عن نفس الموضوع فقد كانت بطابع كوميدي وبلهجة بسيطة حتى عنوانها (جبا يا هووووه) روعي فيه الشخص العادي.
ليت مثقفينا يرحموننا ويبسطون لنا أيديهم ليأخذونا إلى سماء الأدب وفضيلة الثقافة، اقتربوا من الناس وتداخلوا معهم وكفاكم عزلة وتقوقعاً يا أساتذتنا الكرام.
خالد بن أحمد الشويكان
المدينة المنورة ص.ب : 2832
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
