من روائع الإبداع
|
 * أعدها عمرإبراهيم الرشيد: تكمن قيمة الفنون الجميلة في تفاعلها مع النواحي النفسية والعاطفية لدى الإنسان تأثرا وتأثيراً. فعندما تتأجج العواطف في صدر أحدهم سواء كانت فرحاً أو حزناً، وكان عازفاً موسيقيًا فإنه سيلجأ إلى البيانو ليعزف مقطوعة تتسق مع نغمات مشاعره، ليجد نفسه وقد أفرغ تلك الشحنة النفسية بطريقة راقية. كمثل الشاعر بعد أن يفرغ من نظم قصيدته ليشعر بأنه أخرج عواطفه وهمومه ومواقفه من صدره ونظمها قصيدة تتناغم مع وجدانه ويشعر بعدها بالتوازن النفسي والارتياح العاطفي هذا الأمر كما هو معلوم ينطبق أيضاً على الرسام، فاللوحة تجسد مكنونات النفس من عواطف ورؤى، بألوان وخطوط تكشف هوية الرسام النفسية من ميول وذوق ومهارة. هنا تحفة فنية صاغتها أنامل الفنان الفرنسي وليام أدولف أواخر القرن التاسع عشر. المتأمل في هذه اللوحة يكتشف دونما أي جهد الإبداع الفني لهذا الرسام، ويرى رهافة الإحساس وخصوبة الخيال الذي أبدع هذه التحفة الرائعة. فتاة في عمر الزهور تجلس محتضنة بوداعة تأخذ الألباب كتابا تقرأه، بينما تضع حولها مجموعة كتب أخرى على الأرض. كأن هذا الفنان لم يرد فقط أن يظهر جمالها الظاهري البريء وإنما أراد أن يكشف بخياله أيضاً جمال فكرها الغض وثقافتها المبكرة. وبعفوية أخاذة كأنها توقفت عن القراءة تنظر وتتأمل بعيون تنطق بالنقاء، وبخجل طفولي ساحر تضع أصبعها في فمها. بالإضافة إلى أن الفنان أبدع باستخدام الألوان والظلال مما يصعب على المتأمل التفريق بينها وبين الطبيعة. ذلك هو الفن الراقي والمبدع الذي يحرك المشاعر الإنسانية، يشعل الخيال ويرقى بالذوق والوجدان وقفة
ويسألني ما الوجدُ؟ قلت تألقٌ | يفجر في الأعماقِ دنياً من السحرِ | ونشوةُ روحٍ نستظلُ بظلها | دقائقَ الا أَنها كرؤى الفجرِ | ولولا عبيرُ الوجدِ صارت حياتُنا | من الصحوِ آلاماً ترابطُ في الصدرِ |
|
|
|
|