أحمد الدويحي.. الجميل الطالع من شهقات الألم
|
يخمن أحمد الدويحي أن الجمال يحل في كل شيء، لذا فهو يوزع لقب «الجميل» على كل من يعرفه أو لا يعرفه، كأن الجمال عنده خيط ممدود ما له طرفان هكذا مطلق التخمين يقوده إلى مطلق الغياب، الخفي، اللا مرئي، حين تصغي إلى صوته في الرواية تشعر بهذا الألق الإنساني العرم المختبئ في عرامة النص وكثافته. الدويحي مختبئ في فواصل الكلمات بكل نزقه، وحدته، وقلقه، وعبثه ونقائه القروي أيضاً وعلى الرغم من الألم الذي يعتصره زمكانيا ووجدانياً، ألم المكان وقسوته، الانتقال من القرية للمدينة بكل جبروتها وتقنّعها، وألم الزمان بأحداثه وتغير أحواله، وألم الوقائع رحيل الأحبة وفقدهم بشكل ربما لا نهائي بغياب الأم منذ فترة غير بعيدة ورحيل فلذة كبدة الابن في حادث مأساوي في الأيام القريبة الماضية، على الرغم من ذلك كله، تبقى الروح في وضاءتها مركوزة على تلال من الصبر الجميل، هذه المفردة الموغلة في طزاجتها السماوية، وعلى ذرى من الحميمية يوزعها الدويحي على محبيه وأصدقائه الكتّاب والكنّاسين على حد تعبيره.
أصدر الدويحي المولود بقرية (العسلة) جنوب المملكة 1372هـ/1953م مجموعتين قصصيتين هما: «البديل» و«قالت فجرها» وثلاث روايات هي «ريحانة» و«أواني الورد» و«المكتوب مرة أخرى» الجزء الأول وهو قاص وروائي وناقد، عمل بالصحافة، ونشر وكتب في معظم صحف المملكة، وشارك بزوايا ثابتة فترات طويلة.
ولعل في ثراء تجربة أحمد الدويحي الذي يمثل وجيله حساسية جديدة في الكتابة السردية، ما حفَّز المشاركين في هذا الملف الذي أعدّه الزميلان عبد الله السمطي وسعيد الزهراني على قراءة بعض أطراف تجربة الدويحي ووضع بعض تقاطيعها حيال القارئ، في محاولة لفض مكامن خطابه السردي، ولقراءة هذا الجيل، وأجيال أخرى قادمة بلا ريب.
الثقافية»
|
|
|
|