أعر اف ..محمد جبر الحربي البدر العنزي!!
|
يأتيك بجسمه النحيل، ووجهه المشرق محملاً بالهدايا حينما الشعراء والشباب يختلسون كتبك وحبك، وأنت غاضٌ طرفك، وابتسامة السكينة تعلوك.
كانت أول إهداءاته لي موسوعة الشعر العربي الصادرة في أبو ظبي، ثم كرت حبات السبحة المعطرة بأعمال كبار الشعراء العرب وصولاً إلى إصدارات الشباب، ونتاج دور النشر المتنوعة. أما آخرها فهو ديوان شاعرنا المميز محمد الثبيتي.
لكن الهدية الأثمن هي صفاء روحه، ونقاء سريرته، ووقعه المهذب، وانشغاله بعالم الإصدار حتى تكاد تظن أنه صاحب دار نشر، والحال ليس كذلك.
فبدر العنزي نموذج فريد لرهان المحبة، وقيمة النظر إلى أن الدنيا بخير، وأن الثقافة بخير، وأننا كمجتمع نمثل حالة استثنائية علينا أن نفتخر بها وهي قيمة الطيبة والندى.
بدر ليس ممن منّ الله عليهم بالمال الوفير، فأرادوا تخليد أسمائهم بالجهد الثقافي، وذلك خير. لكن بدراً معلم في حي ناءٍ، لا يقود سيارةً، ويكره الشوارع المزدحمة. وهو مع ذلك، مع غير ذلك، يأتيك قبل أن يرتد إليك طرفك ليخدمك فيما يراه واجباً، ونراه جمالاً ما عاد مثله بين الناس، ولا بين المثقفين.
فيا لهذه الابتسامة الجميلة، ويا لهذه الروح السعيدة المسعدة المانحة. ويا لهذه القناعة الرضية. ويا لهذا الهمّ الجميل النبيل الذي يحمله بين جانحيه. فبربكم هل رأيتم إنساناً يشقى لإسعاد الآخرين، بل وتنمية ثقافتهم، بإهدائهم أجمل ما يُهدى: الكتاب والمعرفة والحب. ووالله إنني كلما تفحصت مكتبتي الصغيرة المحببة في مكتبي الصغير دعوت له دعاء الأب لابنه.
وكلما تطلعت إلى مجموعة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد دعوت له. كلما تعرفت على نتاج جديد دعوت له. وقولوا لي بربكم أيضاً من ذا الذي يشيع ما هو ثقافي في سبيل الله هذه الأيام؟! من يملك هذا القدر من الحب والعطاء والسماحة؟!
وقبل ذلك، قبل كل ذلك، من يملك مثل هذا العمق الثقافي، والشعور بالمسؤولية، وحب ما ينفع الناس؟! بدر امتداد لنموذج فريد من مثقفي هذا الوطن، وهو امتداد لجمال أرواح الأهل في وطن النخيل والشعر، وهو اكتمال لقدر البذل السخي دونما أجر. وأذكر الآن أنني كتبت شطراً جميلاً منذ سنين:
لا تطلبوا أجراً على وجعِ الكلام
كان ذلك على لسان المعلمة خديجة وهي تفتح النوافذ للأجيال. وها نحن اليوم مع استجابة، وجمال موازٍ ورافد، يفتح الصفحات، صفحات المعرفة والحب أمام أعيننا وقلوبنا.
فشكراً يا بدر أنْ علمتنا وثقفتنا ومنحتنا حسن ظنك.
وشكراً لأننا لا نملك أكثر من شكر المحب، ودعوات الصادق.
وشكراً من القلب أنك تشاركنا خبز المعرفة ونورها.
شكراً لأنك نورها.
mjharbi@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|