رسالة من الفنان محمد الشبيب
|
تلقيت رسالة من الفنان محمد شبيب بعد نشري قراءة عن أعماله في أحد أعداد المجلة حملت تلك الرسالة معاني سامية من فنان صادق مع إبداعه ومع الناس، فنان كنت ولا أزال أتابع أعماله التي يشاركني الإعجاب بها فنانون نقاد وفنانون ممتلكون مقومات النقد قبل ان التقي به أو أن يكون بيننا أي علاقة قد تدفعني لمجاملته، لهذا جاء ما كتبته عنه موثقا بتلك الآراء، هذه الرسالة وبما تضمنته من عبارات أحببت أن تشاركوني قراءتها مقدرا للفنان شبيب كل ما جاء فيها:
* أستاذي القدير - محمد المنيف..
لعلك ترى أن هذا أول خطاب اتوجه به لشخصك الكريم، حيث إن ثمة جملة من الأسباب وقفت وراء ذلك ليس لأنه لم تسعفني الظروف بالتشرف بمعرفتك بشكل كاف، بل إن ذلك يعود لأسباب تتعلق بي شخصياً، قد يكون أحدها ابتعادي غير الإرادي عن المسرح التشكيلي منذ مدة، وذلك بغية مراجعة المرحلة الفائته من جهة، واستشراف أبعاد المرحلة التالية.
لربما تستغرب ما أخبرك به الآن وما سآتي عليه في حديثي هذا الذي قل من يدفعني للبوح به، لكنني لا أجد أي غضاضة بالبوح به إليك بعد ما لمسته منك من دراية بالفعل الإبداعي ومقدرة على الغوص إلى مكنونات العمل الفني للخروج بقراءة واعية تضيف بعداً جديداً للعمل الفني، فهل بعد هذا الكلام كلام آخر، إذاً فنحن شركاء بالأداء الفني وهذا بالذات ما يدفعني للحديث معك وكأننا صديقان قديمان، فأنا أرى أن الفن كفيل بتحطيم الحواجز بين الآخرين ودفعهم للانسجام مع حالة جمالية لا يمكن اقتناصها الا ضمن هذه الشروط. منذ مدة ليست بالقصيرة كنت أطرح على نفسي السؤال التالي: ماذا بعد؟ صحيح أنني لم أكد أبدأ ولكن ماذا لو حققت النجاح تلو النجاح، وما هو مفهوم النجاح في عالم الفن التشكيلي؟ إنه واحد من مئات الأسئلة التي تتعلق بالفن، ولعل هذا ما يجعل من الفن إشكالية عبر الزمن، هل نقف عند تخوم القول بأن أحسن الأدب ما لم يكتب وأن أجمل اللوحات ما لم ترسم وأن، وأن....، في المحصلة تحولت هذه التساؤلات إلى إشارة استفهام هائلة تعقب سؤالاً قصيراً لكنه بحر صرت أشك في مقدرتي على الخروج منه وهو: ما الجدوى؟ ما جدوى الفن في هذا العالم المليء بكل شيء والموحش في آن معاً، إنه سؤال لن ينتهي الكلام فيه.
أستاذي الكريم..
ربما كان الأجدر بي أن أفتتح كلامي هذا بتوجيه الشكر لك على ما قدمته لأعمالي من قيمة إضافية بقراءتك الجميلة لها، ولحسك الجميل في تناول الموضوع، لكنني أكاد أكون على يقين أن أمثالك لا يسعون وراء ذلك بل التميز في الأداء والسعي وراء الجمال هو ضالته المنشودة، ومع ذلك فإنني لا أستطيع إلا أن أكبر فيك أدبك الجم ولباقتك وحسك الجميل، فلتكن دائماً نموذجاً للكاتب والمثقف المنفتح على آفاق هذا العالم الرحب.. ودمت في رعاية الله وحفظه.
محمد الشبيب
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|