رسالة تحية ومحبة إلى علوي طه الصافي
|
لم يولد وفي يده ملعقة من ذهب..؟!
وإنما جاء إلى هذه الدنيا بقلب ناصع البياض، وعقل ناضج متفتح، وأفق واسع مبدع.. إنه الصديق والعزيز الغالي ورفيق الدرب.. علوي طه الصافي، ابن الجنوب، ابن الأرض الخضراء المعطاة، ابن جازان.. عرفت علوي منذ نيف وثلاثين عاماً مضت، عرفت فيه الصدق والحق والبراءة والطيبة.. عرفت أن الرجولة هي مظهر حياته.. وأن الصراحة هي المذهب الذي يتعامل به مع كل أفراد عائلته ومعارفه وأصدقائه..
كان أول لقاءاتنا في مكتبه بمجلة (الفيصل)، في شارع العروبة بالرياض، باعتباره رئيساً لتحرير المجلة.. جئت إليه بمقال أطلب نشره في (الفيصل).. تصفح المقال.. وتبسم.. ونطق بكلمة واحدة: رائع..!
وهكذا عرفت علوي.. ولمست فيه الصدق.. المحبة.. المودة.. الصفاء (وله من اسمه نصيب)! وانهمك هو في الكتابة والإطلاع والتعمق والتفكير الهادئ.. والإشراف الواعي المتزن على ما تضم (الفيصل) - المجلة الشهرية - من آراء وأفكار، على شكل دراسات أدبية.. اجتماعية.. تربوية.. وعلمية..! ثم رحل.. رحل إلى جدة، ليعيش في أجواء عبقة، مليئة بالفهم والدراسة، والاختلاط والتمازج بين أفكار شاردة وأخرى واردة.. تنبع من نفوس أبناء هذا الوطن الغالي - بلادنا الطيبة الخيّرة المعطاءة..!
وسار كل واحد منا في الطريق الذي قدره له الخالق الأعظم رب العباد - هو (عرفان) في دنيا الأدب والثقافة.. يقرأ في هدوء، ويكتب بمزاج رائق مرة ومنشغل مرات..! وأنا تائه في دنيا الاقتصاد والمال والأعمال أقرأ كثيراً في علم الاقتصاد والمحاسبة والإدارة.. وأكتب مذكرات خاصة بي، أهيم في عالم الكتب والمجلات المتخصصة بالاقتصاد والمال.. في الوقت الذي بدأت (هواية) الكتابة، في صحفنا ومجلاتنا التي تصدر في المملكة العربية السعودية مع مطلع كل صباح أو كل أسبوع أو شهرياً، أقول ظهرت هذه الموهبة وليس الاحتراف - ولله الحمد والشكر - في أعماق نفسي، لتدفعني للكتابة المتخصصة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والإحصاء والتمويل المالي.. فمن بين الصحف المحلية، كتبت في البلاد، الندوة، المدينة، عكاظ، الرياض، الجزيرة و اليوم.. ومن بين المجلات، مجلة غرفة جدة، وغرفة الرياض، والمجلة العربية، المسافر، الصناعات، عالم الاقتصاد إلخ.
وأعود إلى الصافي الحبيب الغالي: علوي!
وأريد أن أهمس في إذنه كلمات، أرجو أن تجد لها صدى في نفسه الطاهرة وروحه المرحة..
يا علوي: لقد قدمت عبر سنيِّ عمرك المديد - بإذن الله - لهذا الوطن ولنا نحن أبناءه، كل ما أسبغ الله جل جلاله عليك من علم وفضل وأخلاق سامقة وقد أعطتك الدنيا بعض ما كنت تتطلع إليه، وتأمله وترجوه من مركز اجتماعي مرموق، وسمعة إنسانية حسنة، ومحبة لا حدود لها، من أصدقائك ومعارفك ومحبيك..!
فهل أنت راضٍ يا صديقي الغالي.. أم إنك لا تزال تطمع في المزيد..؟!
أقولها لك دون ما نفاق.. وإنما صريحة، نابعة من قلب (شيخ) تجاوز الخامسة والسبعين من سنيِّ عمره..!
لقد نفعت بعلمك وسعة إطلاعك وغزارة معلوماتك هذا الوطن الغالي.. لقد أديت واجبك بالتمام والكمال.. وبقي على الجهات المسؤولة عن الثقافة والإعلام والأندية الأدبية، وكل عاشق للكلمة الحلوة الصادقة، أن تكافئك.. أن تمنحك الجائزة التقديرية التي تستحقها فعلاً - فهل هم (فاعلون)..؟! الله أعلم.
ولك مني كل المحبة.. كل التقدير.. كل الدعاء بأن يُسبغ الله عز وجل ثوب الصحة والعافية والستر عليك دوماً.. والله يعينك ويكلأك برعايته وعفوه ورضاه.. يا رب.
أحمد محمد طاشكندي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|