حُرُوْفٌ بعُمْرِ الأرْضْ
|
*ميادة زعزوع:
البدْءُ كان مُنْذُ النَّشْأَةِ الأُوْلىَ لِقَلَمٍ
يَتَكَسَّرُ سِنُّهُ
كُلّمَا كَتَبْتُ بهِ كلِمَات وَلِيْدَة.
والمَسِيْرُ اسْتَمَرّ (بالآهِ) إلى عَتَبَاتِ
العِشْرِيْن.
شَتَاتُ حُرُوفٍ تَفَجَّرَتْ في نَفْسِي
يَنَابيْعَ شِعْرٍ من أبجدِيّةٍ مُبعثرةٍ تَنَدَّى
خِلالها الحُبُّ قسماتِ قلْبي
كقطرَاتٍ من عرقِ القَمَر. مُنَاجَاة
للأنْبيَاءِ في زَمَني العَابر.
تهَاوَتْ مَنَابرِي بمنْبَعِ حُزْنِ لا يَؤُوْب
على أنْغامِ أوْرَاقٍ تُفتّقُ الألحانْ
وتقامُ الصَّلوَاتُ آنَاءَ البَوْحِ وأطرَافَ
الكتْمَانْ
أجْلبُ فِنْجَانَ قَهْوتي المحْمُوْم، أنْسُلُ
فِيْهِ سُكَّرةً مِنْكمْ، أُقَلّبُهَا في قعْرِهِ
بِإصْبَعِ الوَقْتِ، أهُمُّ بابتِلاعِ ذَاكَ
المَزيْج الحَميْمَ بشهيَّةٍ فارِهةٍ لا يَْنتَهِي
نهَمُهَا إلا ويَبْدَأ.
تَسْدنُ أمْوَاجُ البُنِّ لتْغَةَ الشُّرْبِ
النَّزِقِ، لأَصل نَشْوَةَ الكِتَابَةِ
فَأغْرَقُ، وأُغْرِقُ مَعِي كُلَّ منْ يَقْرَأ،
عبْرَ صَفْحَةٍ مَرْكُونَةٍ مَلِيئةٍ
بالتّسَابيْحِ ودَعَوَاتٍ مُجتْبَاةٍ مِنْ جُعْبَةِ
الهَلاَكْ.
رِجَالٌ يَصْطادُوْنَ لُغَتِي في حِسّ
عَكِرْ
يَقُوْلوْنَ لِقَلَمِي المُنْكَسِرِ: (كُنْ)
فَيُنَادِي النّتْرْ
مِثلَمَا النّوْرِ، تَنْدَلِقُ النُّصُوْصُ مِنْ
بَيْنِ أصَابعِي حُرُوْفاً بعُمْرِ الأرْضِ،
وَأُزْهِرْ.
* من ديوان: وأتوه في رجل شرقي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|