حكايتنا بين جويس وبن جلون
|
* الثقافية - ع.ش:
(جمس جويس) يذكرنا في روايته (أهالي دبلن) التي صدرت قبل أعوام بأن الغرب لا يمكن أن ينفصل عن تاريخه، حتى وإن حاول كتابه ومؤرخوه منذ قرون أن يسموا تجربتهم بالحضارية أو المتفوقة.
(جويس) يذكرنا من خلال طروحاته في (أهالي دبلن) بأن إرث أوروبا يفوق ما تختزنه حضارة الصين، والعرب، إلا أن الروح الملهمة غائبة عنها لأسباب قد تفسرها فضاءات الرواية، وأبعاد ما يرمي إليه الكاتب في هذا العمل، فما يمكن تفسيره في هذا الانجذاب إلى تراث الشرق هو قلة العاطفة في التراث الغربي، إذا ما استثنينا بعض الملاحم القديمة جدا كحرب (طروادة مثلا) حيث تجاذبها تياران هما: رغبة (باريس) في هيلين زوجة مينيلاوس حينما اختطفها لتنشب الحرب المعروفة. إلا أن انجذاب الغرب نحو حكايتنا الشرقية يفسره دفء العلاقة العاطفية في تناول الأشياء، بل نبل المشاعر حتى في الحرب، على نحو ملاحم عنترة، وقيس بن الملوح، وكثير عزة، وملهمات الشعراء قبل الإسلام وبعده؛ ففي تضاعيف رواية (أهالي دبلن) يكتشف القارئ أن محاولات جمس جويس ضخ الدماء الدافئة في تفاصيل حياة مدينة غربية هو من المحاولات غير المضمونة في وقت يبدع فيه الطاهر بن جلون ويتجلى في وصف حكاية عمق صحراء العرب التي تتمادى مع الأفق، لتغوص الحكاية مثل درة غالية، وصعبة المنال.
فبين الطاهر بن جلون وجمس جويس تناقض واضح؛ إذ إن للأول عاطفته الدافئة، وللتالي رغبة في كشف مواطن ضعف عاصمة تنوء بأعباء حضارتها.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|