عناوين ظاهرة الإرهاب المعاصر طبيعتها وعواملها واتجاهاتها
|
تأليف: مصلح الصالح
الرياض: مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية،2002.
تأتي هذه الدراسة كمحاولة ضمن عشرات لتخوض في موضوع الإرهاب بعد أن أصبح حديث العالم كله. فتناولت في بابها الأول مفهوم الإرهاب وتصنيفاته وأنماطه كما خصصت لعوامل الإرهاب المعاصر الباب الثاني منها، حيث تضمن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للإرهاب، أما الباب الثالث فتناول اتجاهات ظاهرة الإرهاب وتطورها عالمياً واتجاهات الارهاب المعاصر ومدى انتشار ظاهرة الارهاب وتطورها عالمياً.
من الكتاب:
إن ما يميز الإرهاب الحديث عن الإرهاب التاريخي أيضاً تأثير الإعلام بشكل كبير في هذه الظاهرة سواء من حيث الأهداف أو النتائج، فكثير من أعمال الإرهاب الحديث تستهدف التعريف بالقضية أو الموقف السياسي للإرهابيين، كما أن موقف الجمهور يتشكل غالباً من خلال ما تبثه وسائل الإعلام عن العمل الإرهابي وهذا زاد من مخاوف الباحثين من أن وسائل الإعلام تسهم في تشويه فهم وإدراك الناس لقضايا معينة.
إن من أبرز الأمثلة على الإرهاب المعاصر الحدث المأساوي الذي تعرضت له أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م ولا شك أن هذا الحدث أدى إلى آثار مهمة وخطيرة وكانت له أبعاد نفسية واجتماعية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية ليس على مستوى الولايات المتحدة فحسب ولكن على المستوى العالمي، والمتابع لهذا الحادث المروع في أمريكا يدرك عدة أمور تستدعي الاهتمام والتأمل:
1 أن الهجمات نفذت بدقة شديدة من حيث التخطيط والتنفيذ والآليات.
2 أن من قاموا بالهجمات أقدموا على عملهم هذا دون تردد أو تراجع وهذا يعني أنهم مقتنعون بقضيتهم وأنهم سيدفعون حياتهم من أجل هذه القضية وهذا ناتج عن تراكمات الغضب والرفض رغم ما سببته الهجمات من مآس للأبرياء.
3 أن هذه الهجمات تمثل كارثة ولن تقتصر نتائجها على الولايات المتحدة وحدها بل على العالم أجمع، ويمكن القول: إن أمريكا والعالم قبل الحادي عشر من سبتمبر غير ما بعده سواء من حيث السياسة الداخلية أو الخارجية أو طريقة الحياة أو العلاقات الدولية وخصوصا بين أمريكا والدول الإسلامية.
4 اتضح أن ثقافة العنف هي ثقافة تتولد ذاتها من ذاتها وأن الإرهاب لا يولد سوى مثيله الإرهاب، والأرجح أن الإرهاب يرتد على فاعله ويدمر ذاته قبل أن يدمره الآخرون، ففك العولمة المفترس ومخالبها التي تنهش بها الشعوب ترتد إليها وتنهش بها جسدها.
5 من أهم النتائج التي ترتبت على الهجمات في أمريكا هي انتهاك حقوق الإنسان سواء داخل أمريكا من خلال الإجراءات الأمنية الصارمة أو خارجها من خلال الحرب التي شنت على أفغانستان وما نتج عنها من قتل وتشريد وتدمير.
6 من المضاعفات الخطيرة لهذه الهجمات ما واكبها من حملة إعلامية مكثفة لتبرير ردود الفعل عليها جعلت العالم يخلط بين المقاومة الشرعية ضد الاحتلال وبين الأعمال الإرهابية، وأن حركات التحرير ونضال الشعوب لنيل الاستقلال أصبحت مهددة ومعرضة للقضاء عليها وهكذا يمكن اعتبار الهجمات التي استهدفت أمريكا وتداعياتها نموذجا متكاملاً للإرهاب العصري سواء على مستوى الجماعات أو الدول.
ثم كان من تداعيات حادث (11) من سبتمبر إعلان أمريكا الحرب على الإرهاب في حملة دولية لا تحول دونها حدود ولا تحكمها قوانين أو قيم أو معاهدات.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|