التجريد في الفن صفة اختلف حولها النقاد بين القبول والرفض
|
* يسأل القارئ إبراهيم المحمود من الرياض عن الفن او المصطلح التجريدي في الفن وكيف للفنان أن يحقق تميزا فيه .....؟
الإجابة: يطلق مصطلح التجريدي على الأعمال التي لا تحمل شكلا مباشرا منقولا من الواقع كما نراها في الأعمال التي أبدعها فنانو عصر النهضة أو ما لحق بالفن التشكيلي من تطور نحو الجديد في أنماط التعبير بالخطوط والألوان على اللوحة حيث أطلقت هذه الصفة على الاتجاهات الفنية التي ظهرت مع بداية القرون، وتحديدا في فترة ما بين الحربين العالميتين حيث أرست دعائمها بعد أزمة الموضوع وذلك برفضها لنهج أساليب التقيد بكل النظم الأكاديمية التمثيلية والتصويرية.
وقد وجدت هذه الصفة او التسمية اعتراضاً من بعض النقاد والفنانين معتبرين أن كل الفنون الحديثة تجريدية خصوصا التي لا تشتمل على موضوع أو فكرة معينة.
إلا أن الناقد دورا فالييه يعتبر الفن التجريدي ظاهرة معاصرة تعتبر نقلة مهمة في تاريخ الفنون التشكيلية بدلت في مفهوم العالم للعمل الفني وارتقت بمفهوم اللوحة والعمل الإبداعي.
وقد برز هذا الاتجاه لدى الكثير من الفنانين وفي الكثير من التيارات الفنية كالتجريدية الهندسية (بييت موندريان)، وحركة دوستيل الهولندية والبنائية الروسية بريادة الفنان ماليفتش، وتجربة كاندانسكي.. اضافة الى ما طرأ على الفنون التشكيلية من جديد بعد الحرب العالمية الثانية ومنها الفن المفاهيمي والفن الشعبي خصوصا مع روبير روشنيرغ.
والفن البصري للفنان فا سا ريللي، والتجريدي في المفهوم العام عكس للفن التسجيلي القائم على النقل المباشر وإنما ياتي رفضا للتقيد بالقواعد الأكاديمية في الرسم معتمدا على حرية الاداء لدى الفنان وبتعامله مع احساسه الخاص وقدرته على استخراج ايحاءاته، ويعرف الناقد دورا فالييه الفن التجريدي انها ظاهرة معاصرة برزت مراحل تطور بطيء في الرؤية الفنية وفي مفهوم العمل الفني خصوصا اللوحة انطلق من عصر النهضة الإيطالي إلى يومنا قصد منه جعل المرئي مرئيا كما يراها الفنان بول كلي ويجسدها في اعماله، هذه الظاهرة وبما مر بها من تحولات وتبدلات تاريخية واجتماعية معروفة شملت كل مناحي الحياة وأعطت مفهوما محددا لعلاقة الإنسان بالعالم..
حيث لجأ الفنان إلى الرسم بعفوية في ارتجال الحركة والاعتماد على مختزله الجمالي في الرسم متحررا من أساليب تعبيرية ضيقة باستقلالية تجسدت نتيجة اهتمام الفنانين بمختلف فنون الشعوب والحضارات فخرجوا من تجربتهم هذه التي ولدت رسميا من رحم الانطباعية بحصيلة من التوجهات الإبداعية تتقدمها على سبيل المثال التجريدية العاطفية التي قادها الفنان كاندانسكي المعتمدة على الأشكال المجردة الأكثر إيحائية في الطبيعة والقادرة على بلوغ الجوهر والمضمون الكامنين خلف الظواهر.
وكاندانسكي الذي أنجز أول عمل غير موضوعي (ماليته التجريدية التي أنجزها بباريس عام 1910) أثبت قدرة الفنان على التمثيل اللاصوري القائم على توظيف اللون والخط وافق إيقاعات تحركها سلطة الموسيقى (موسيقى الألوان) على حد تعبير كاندانسكي نفسه.
أما كيف يمكن للفنان أن يتميز فيه، فالامر يحتاج الى مساحة أكبر للحديث حول هذا الموضوع الخاص باتباع اسلوب معين فقد جرت العادة على أن الاسلوب لايمكن للفنان تحديده وانما يأتي مع استمرارية العمل والبحث والتجريب والتعرف على خبرات الآخرين، فغالبية التجريديين كانت لهم مراحل ابداعية تسبق هذه المرحلة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|