قصة قصيرة انكساراتٌ في نفسٍ مزهوة عيسى مشعوف الألمعي
|
نثرت دموع الفرح الصاخب، كحبات اللؤلؤ، في مساءات حالمة، تلك المرحلة هي الأجمل، في حياتها فقد حكمت عليها سارة، منذ توالت بشاير الصديقات لها. بتحقيق الأماني، تنهال عليها التهاني، كالورود، خطيباً لها يطرق أبواب النصيب، هو فارس أحلامها، وتوجت صبرها، بحلم التعليم، للصغيرات على الحياة.
استلهمت ذكرياتها القديمة، في لحظات جميلة، تذكرت.. الحلم الكبير، في تحقق بعرق التعب والسهر، مزفوفة على وقع الموسيقى، مزهوة بنجاحاتها الرائعة، تتحسس بنعومة أناملها، نعومة ملمس الحرير، في تلك الشرعة، فستان الفرح الموعود، بعد أسبوع، ستزفها النسوة الى قفصها الذهبي، كيف تبدو في مرآتها المستديرة، عندما تقف أمامها، مختالة تستعرض زينتها.
كانت الأطياف المسائية، تنقلها الى عالم الرومانسية، وبريق الأحلام الواعدة، لكنها تتوجس في صمت، شيء ما يعصف بتفاؤلها المشرق، تنتابها وخزات من خوف فطري، يسري في ذراتها، يتدحرج من نبضات قلبها، كانت الشموع تبدو ذابلة أمامها، وانكسارات الضوء خافتة، لا تبدو نشيطة فرحة، تتأملها وهي تكاد تلفظ الدموع من عينيها، حزنا يشبه الكابوس المخيف، جثم عليها فجأة، سارة، ترهب ضريبة الأفراح، المتتالية عليها في عشها الصغير، تشاؤم يجثم عليها، كما المس الشيطاني، حاولت التناسي، تاهت في سكوت الوحدة، لا تروم حياة هنيئة، الصمت والخوف، الجدران تبدو باهته، حالة بائسة، في دوامة طاحنة تعيش، فالدقائق ثقيلة، والأيام طويلة، والانتظار ممل، حتى إنها يبست، وحيدة والشحوب يظهر عليها جلياً، فقد أعجزها التشاؤم، حالة مقفرة ووجوم رتيب، بما قد يحدث من أحزان قادمة، نسجتها في خيالها، من جراء المبالغة في أفراحها، عروسة.. ثم معلمة، وعيون الحساد منتشرة كالأشباح، تطاردها، تشاهدها كالسهام، في نظرات العجائز والفتيات.
تحصنت سارة بالمعوذات في كل مساء هادئ، مكثت تلوذ بها عندما تأوي وحيدة، الى فراشها المتقد، حتى تجرعت الطمأنينة من جديد، وأمنت من الخوف.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|