نص مازلت أذكرها عبدالباسط الفقيه
|
تساءلت كثيراً عن تلك التي سكنت قلبي.. أما زال القلب ينبض بحبها ويحفظ لها أمانيها أم انه بغيابها اصبح حراً من التفكير في معالم حبها.. فالقلب كتب باسمها.. واصبح ملكاً لذلك الإنسان.. فهو ملك لها إلى أن يرث الله الارض ومن عليها.. قالت لي يوماً اذكرني ان غبت عنك.. وابتعد عن كل شيء ينسيك ما كنا عليه.. اذكرني في شعرك ونثرك.. اذكرني في نومك ويقظتك.. اذكرني أمام عروسك.. اذكرني حتى عندما ترتعش لتستقبل الموت.. اذكرني ولا تفتأ عن ذكرى وان صدأ لسان غيرك فحذاري ان يصدأ لسانك عن ذكري.
***
استيقظت يوماً ودموعها على وجنتيها.. تلك الوجنتان اللتان لم ولن أرى مثلهما في حياتي.. قلت لها لم الدموع.. لم الحزن.. لم الكدر.. لم تلك النبرة الحزينة التي أجد لحنها في صوتك.. قالت وهي تكفكف دموعها رأيت في المنام أنني اقتلك اذبحك اقطعك إلى قطع صغيرة.. انا فعلت بك ذلك كنت امسك سكيناً في يدي وانت تنظر إليَّ مبتسماً دون حراك.. لقد قلتك فأنا الجانية عليك مع أنك تقف بجانبي تحاول ان تخفف لوعتي حتى لما علمت انني احب غيرك لم ار الحزن على وجهك بل تبسمت ذلك التبسم وقلت لي فرحتي تكمل دوماً عندما ارى تلك السعادة على وجهك.. ثم طلبت مني ان ابقى معها وان لا نفترق حتى لو افترقنا بالاجساد فإننا سنتقابل بالافكار.. واردفت قائلة.. عندما تخرج إلى ذلك العالم المجهول ثق بأننا نعيش دون قيود.. حتى لو حاولت الوحوش ان تعبث بنا وان تدمر حياتنا فاننا سنظل في ذلك الكوكب الذي كان حلمنا وسيظل معنا.
***
لم أكن اعلم ان تلك كلمات وداع ومن ضمنها كلمات الاستاذين اللذين لم اتعلم أو افقه منهما شيئاً إلا معها.. تلك الإنسانية التي ارادت ان تقول لي كلمة واحدة سمعتها منها مرارا وتكرارا فهي دوماً تقول: «يا فقيه زمانك كن واقعياً ولا تخرج عن اللا معقول فنحن نعيش في غابة موحشة وانت تصر على انها روضة تزهو بها الزهور ووترنو بها الثمار.
***
ابتسمت لي يوماً وهي تسمع تلك المعاناة التي تجرعت من خلالها انواع الالم أشكو وهي تسمع اتألم وهي تنصت ثم قالت: أتعلم ان معاناتك جميلة وان آلامك رائعة!! فأنت تقاسي مع من يقاسي فحرمانك جميل وشكواك أجمل!! بادلتها الابتسامة مستنكراً تلك الاجابة!! فالابتسامة ليست للفرح علامة.. كما ان الدموع ليست للحزن اشارة!!.. قلت لها مستفسراً.. هل الدنيا ان تسعد ام تشقى؟؟ هل الدنيا ان تفرح ام تحزن؟؟ قالت لي وكأنها تقرأ ملامح الشقاء على وجهي.. هي مزيج ما بين ذلك فهي خلطة سرية يجب ان نستمتع بها فهي ان تسعد وتشقى وتحزن وتفرح!! هي ان تكون للسعادة مساحة كبيرة في حياتك وان لا يكون للشقاء تلك المساحة التي تخرجك إلى مصاف الاشقياء.
***
كلمات تلقيتها من«....» وكانت آخر رسالة لها إليَّ وكأنها تودعني دون وداع.. وتحرمني دون فطام.. وتقتلني دون ألم.. ولكن لم يعلم من حولي أنني مازلت وفياً لتلك الإنسانة ولو بدأت الجراح تميت الفقيه فما زلت أذكرها وسأظل كذلك.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|