المصطلحات اليونانية لماذا لا تكتب بالعربية
|
من الملاحظ على مر الأزمان أن المعارك الأدبية المختلفة التي قامت، كانت تجمع في قصاراها تأصيل اللغة العربية والمحافظة عليها من الاندراس أو التشكيل الذوقي أو اللون المزاجي لتسير على كيفية مبتغاة حسب مايريد من أراد منها التغيير..
وقد ساد الشعر (العربي) بوزنه وعروضه آفاق الدنيا بكونه ديوان العرب ولسان الأمة الناطق بصلاحها ونظامها وهو أيضاً المقياس الصحيح لكل فنٍ محوره الأساسي اللغة العربية.. فكانت الأذن العربية ميزان الحق في مشكلات النحو والوزن حتى ولو كان المتلقي لايعرف الكتابة والقراءة وإن كان أمياً في حقول الزراعة والتجارة لكنه يحفظ بعمق ويسمع براحة تامة.. إضافة إلى ذلك فن المقامة سابقاً التي انبثقت منها هذه الأيام أصناف الأقاصيص وأصناف الروايات المعتمدة على الحدث والسرد والشخصية وعنصر آخر له من الأهمية بمكان وهو الواقعية لتعطي هذا الضرب الأدبي طابعه الخاص من القبولية والتأثير.. وكل ذلك ليس بمنأى عن قواعد اللغة العربية وليس للضرورة أيضاً مجال واسع ترفع وتنصب حسبما تريد أو حيثما يذهب مقصد الحال في توجيه ما يظنه صحيحاً أو ما يريده واقعاً مفروضاً.. حيث لا تقبل المبادئ العربية الأصيلة أي مصطلح آخر يؤثر في شكل الكلمة أو في معناها.. إذ أي إضافة من نوع الحرف أو الحركة يغير في مدلولها وكنهها ولنا الفائدة في حوار بنت أبي الأسود الدؤلي مع أبيها في كلامها بأسلوب تعجبي ولكنها لحنت باستخدام صيغة الكلام فجعلت من «الما» صيغة استفهام حيث قالت «ما أجملُ السماءِ» أو «ما أشدُ الحرِ» فقرأت ذلك بالرفع بدل النصب «ما أجملَ السماءَ» أو ما أشدَ الحرَ» بجعل الفتحة على ما بعد «ما» صيغة التعجب أو الاستفهام.. فرغم التشديد على تأصيل اللغة العربية إلاّ أنها ضاعت في زحام المتغيرات وتحت ركام الصعوبات واللزوميات واندافت في أضاحيك العولمة وأماثيل الحداثة.. وعلى ضوء ذلك نرى في مجلتكم العزيزة على النفس والمثلى قياساً لمثلها ما يجعل الإنسان في ندحٍ عن العربية وبنجوةٍ من الواقع إذ ان القارئ ينفصل بمجرد عبوره على هذا المصطلح أو ذاك وهي أشبه بأهازيج كنا نرددها سابقاً في سنواتنا الأولى مع الاحترام الشديد.. أمثال الديمقراطية إرادة الشعب والاورستقراطية. حكومة الطبقة الذهبية أو المفكرة والأتوقراطية وهي نظام الحكم الفردي أو الاستبدادي والثيوقراطية وهي الحكم الديني والأوليغارشية السلطة الفعلية التي تقوم على أيدي الأقلية في المجتمع والبيروقراطية وهي مجموع الهيئات والأشخاص الذين يتولون الوظيفة التنفيذية.
وأكثر هذه المصطلحات يونانية الأصل أو من كلمتين غير عربيتين.. فلماذا لا تكتب هذه المصطلحات إذا كان لابد منها بإضافة المعنى العربي المقصود خلفها.. أو يكتب المعنى المقصود بالعربي وبعده بين قوسين يكتب هذا المصطلح فما ذنب القارئ حتى يبحث في معناها من ثنايا المقال أو في فهم رموزه أو في معاجم اللغة العربية إن وجد كمصطلح غربي.؟
ودمتم بعد المعذرة والإطالة غير المحببة.
وربما تكون مكرورة ومسهبة فوق الحد.
واصل عبدالله البوخضر
الاحساء
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|